12 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تخرج لسانها للعالم

24 ديسمبر 2023

​لا تألو إسرائيل جهداً في اقتناص أي لحظة لإخراج لسانها للعالم الشاهد على غطرستها وتماديها في غَيِّها، مُتحديةً قوانين السماء ومواثيق الأرض بدعم كبير من رأس الحربة الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت تعيش حزمة من المتناقضات وازدواجية المعايير بسبب طفلتها المُدللة إسرائيل، فكان لابد من هذه المقدمة ونحن نود أن نتحدث عن فاشية الاحتلال وضربه بالمواثيق والمعاهدات الدولية عُرض الحائط عندما استهدف، بشكل مُتعَمَّد، الزميلين مراسل الجزيرة وائل الدحدوح والمصور بقناة الجزيرة سامر أبودقة الذي ارتقى شهيداً أثناء تأدية عمله لعرقلة عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي وصول سيارات الإسعاف أثناء تغطيتهما قصفا في خانيونس، بالرغم من حصولهما على موافقة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي.​ فهذه النازية التي عاشها أجيال من اليهود وتجرعوا مرارتها، باتوا هم وكل من يؤمن بالصهيونية يتحينون الفرصة لاقتراف ممارسات أقرب للسادية، دون أي اعتبار لأي قوانين أو مواثيق ينص عليها القانون الدولي الإنساني في وقت السلم ووقت الحرب أو النزاعات المسلحة، فتنص القاعدة 34 في القانون الدولي الإنساني العرفي «على ضرورة احترام وحماية الصحفيين المدنيين العاملين في مهام مهنية في مناطق نزاع مسلح ما داموا لا يقومون بدور مباشر في الأعمال العدائية». وينظر إليهم بحكم القانون بأنهم مدنيون بحماية القانون الدولي الإنساني، وتشكل أي مخالفة لهذه القاعدة انتهاكاً خطيراً لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي، فضلا عن أن التعمد في توجيه هجوم مباشر ضد شخص مدني يرقى أيضا إلى جريمة حرب بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وهذا ما ينطبق تماما على الصحفيين العاملين على الأراضي المحتلة على اعتبارهم يعملون في مهن مدنية في مناطق نزاع مسلح، وبالرغم من الجريمة الواضحة والمكتملة الأركان إلا أنَّ إسرائيل تتعمد أن تقوم بكل ما تقوم به على مرأى ومسمع العالم دون خجل أو وجل، مؤكدة للعالم بكل ما فيه أنها فوق القانون وأن كل ممارساتها الوحشية تُمارَس تحت عباءة الولايات المتحدة الأمريكية التي تمول إسرائيل بالعتاد والمال من جهة وتنتقد هذه الأفعال من جهة أخرى من باب حفظ ماء الوجه.!​وقد لا يُصَدق قائل في أنَّ هذه الفاشية التي باتت من أهم صفات جيش الاحتلال، وأصبحت تحرج الولايات المتحدة الأمريكية ومكانتها الدولية، طالت ثلاثة أسرى إسرائيليين عندما قتلوا عن طريق الخطأ برصاص جيش الاحتلال على حد ما أعلنه الجانب الإسرائيلي عند إعلانه خبر وفاتهم في قطاع غزة لاعتقادهم بأنهم فلسطينيون، رغم استغاثتهم –الأسرى الإسرائيليون - المتكررة بالعبرية لثني عدد من جنود جيشهم عن قتلهم وأنهم إسرائيليون، لينقلب السحر على الساحر، وليتذوقوا قليلاً مما يقترفونه من فظاعات، ليس فقط على مستوى هذه الحرب الدائرة منذ 72 يوماً بل منذ سنوات الاحتلال الـ75، إلا أنَّ هذه الحرب غير المتكافئة والتي تدور رحاها منذ السابع من أكتوبر الماضي قد خَلَّفت 18.7 ألف شهيد 70 % منهم أطفال ونساء، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 51 ألفاً وما زال هناك الآلاف في عداد المفقودين بالاستناد إلى بيان وزارة الصحة الفلسطينية الصادر في منتصف يوم السبت السادس عشر من ديسمبر الجاري. ​ختاماً... ​إنَّ ما يؤكد أنَّ إسرائيل تطفو فوق القوانين والمواثيق الدولية بلا رادع، هو أنها الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها الدولة الوحيدة التي ترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتُمَوَّل سنوياً من الولايات المتحدة الأمريكية بـ3.8 مليار دولار لشراء السلاح دون أي اشتراطات تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية عندما تقدم أي دولة لصفقة شراء سلاح والذي يتطلب موافقة البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية مع سلسلة من القيود والاشتراطات ليس سوى حماية لإسرائيل. كاتبة وصحفية فلسطينية