13 سبتمبر 2025
تسجيللأنك فلسطيني فعليك أن تواجه على جبهات عدة، فأيديولوجية المحتل انعكاس لقانون الغاب، وبالتالي لا يسعك كفلسطيني إلا أن تكون دوما على خط تماس مع العدو الإسرائيلي في ظل سياسة القرود الثلاثة التي اتبعها ويتبعها أغلب صنَّاع القرار العالمي المستندة إلى «لا أسمع، لا أرى ولا أتكلم» أمام تغول الاحتلال الإسرائيلي باتباعه سياسة الإبادة الجماعية كمنهج في حربه على غزة منذ ثمانية أشهر، وتأتي مناسبة هذا الحديث هو أن اليوم الخامس من يونيو والذي يصادف الذكرى الـ57 لاحتلال القدس عام 1967، عندما شنت إسرائيل حرباً على 3 من الدول العربية، دامت 6 أيام وهزمت فيها الأطراف العربية هزيمة ساحقة، نتج عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي. وفي هذا اليوم يحمل المقدسيون سنوياً روحهم على أكفهم وهم يترقبون مسيرة الأعلام الاستفزازية التي تتزامن مع احتلال القدس، والتي دعت إليها هذا العام وكل عام جمعيات استيطانية ودينية متطرفة، بموافقة وحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي المعني بتأمين المسيرة التي ستتخذ من باب العمود في البلدة القديمة من القدس المحتلة نقطة انطلاق وصولاً إلى ساحة البراق بتحريض إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي ولمن لا يعرفه فهو محام وناشط سياسي إسرائيلي يعرف بانتمائه لليمين المتطرف، أحد أعضاء الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي ورئيس فصيل «العظمة اليهودية» (عوتسما يهودت) - حزب سياسي يمينى متطرف في إسرائيل معاد للعرب-، ومشارك أكثر من مرة في محاولات اقتحام المسجد الأقصى، فالمسيرة شأنها أن تصب الزيت على النار في ظل ما يقوم به المستوطنون بحماية قوات الاحتلال من اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وهذه المسيرات عادة الغرض منها استفزاز ليس المقديسيين فحسب بل كل المناطق الفلسطينية الذين لن يصمتوا على تدنيس المسجد الأقصى الأمر الذي سينتج عنه اشتباكات الحركات الشبابية الفلسطينية مع المستوطنين ومع شرطة الاحتلال والذي سيصل عددهم إلى أكثر من 3000 شرطي إسرائيلي سينتشرون في القدس استعدادًا لتأمين مسيرة الأعلام بناء على صحيفة إيديعوت أحرنوت، والذين سيجدون مسوغاً أمام العالم لاعتقال مئات من الفلسطينيين انتقاما وثأراً من شبح السابع من أكتوبر الذي لازالوا يندبونه، هذا التاريخ الذي مرَّغ أنوفهم بالرمل، وأسقط قناع هيبتهم المستعارة وكشف أنهم قوى هشة تتوارى خلف دعم الولايات المتحدة الأمريكية. وقد بدأت هذه الاحتفالات في عام 1974 لكنها توقفت خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بسبب المواجهات التي كانت تندلع بين المستوطنين في المسيرة والفلسطينيين، وتنظم المسيرة في ما يعرف بيوم القدس الذي يحيي فيه الاحتلال ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس عام 1967، والذي تسميه «يوم توحيد القدس»وإحلال السيادة «الإسرائيلية» واليهودية على المدينة والأماكن الدينية اليهودية فيها، وعادة ما تواجه هذه الدعوات بدعوات مضادة من الجانب الفلسطيني لما يسمونه بالنفير وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، والتصدي لأية محاولة من جانب المستوطنين لاقتحامه وإقامة شعائر توراتية داخل المسجد، سيما في ظل العدوان على قطاع غزة، فهذا التوقيت تسعى حكومة بنيامين نتنياهو - رئيس الوزراء الإسرائيلي - وحلفائه من المتطرفين لاستغلال هذا التوقيت والمضي قدما نحو الإجراءات الهادفة لتهويد القدس. ختاما: رغم حالة التأهب من الجانب الإسرائيلي لمسيرة الأعلام المنطلقة اليوم، عليه ألا ينسى مسيرة الأعلام في عام 2021 وكيف تفرقت المسيرة في أعقاب إطلاق حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قذائف صاروخية باتجاه القدس المحتلة. ومن المتوقع أن يواجه أهالي البلدة القديمة وملاك المحال التجارية نزق المستوطنين وما سيقترفونه من اعتداءات كما جرت العادة تحت حماية شرطة الاحتلال.