20 سبتمبر 2025
تسجيلالإنهاك فى الجهد والإنتهاك فى العرض وعرض المجتمع، حقه وحريته وما يثبت وجوده. الانتهاك فى حالة الإنهاك الذاتي لايعدُّ انتهاكاً. عندما يعجز المجتمع عن استغلال المتاح له من السبل، والمساحة المكفولة له للتحرك وللتعبير عن رأيه، يعتبر مجتمعا منهكا، فبالتالي ينتفى الانتهاك، ويصبح الأمر تراجعا من المجتمع عن حدوده وحقوقه الدنيا لا أكثر. الآن عندما يعجز المجتمع عن تطوير ذاته بالشكل الذي يجعله قادراً على الاستفادة من جميع إمكانياته بطريقه أو بأخرى، يصبح النقص من داخله، والعيب بين أحشائه ومكامنه، مجتمع ليس لديه رقابة على الإعلام، بل ليس لديه وزارة إعلام، يعجز عن استغلال ذلك في التعبير عن رأيه، العيب فيه. مجتمع فى أحضانه أقوى قناة تأثيراً فى العالم، لايستطيع أن يطرح من خلالها بعضاً من مشاكله كأي مجتمع فى العالم لا يخلو من المشاكل، النقص فيه. مجتمع لديه حرية صحافة، يخاف من الإمساك بالقلم لسبب أو لآخر، المشكلة لديه ليست فى الآخر. مجتمع لا يبكي ولا يصرخ، حالة سيكوباتية، مريض حتى النخاع. الصراع بين الإنهاك والانتهاك مستمر، المعادلة في تَغير الإنهاك وتحوله وهذا ليس أمرا عفويا، وليس فى الانتهاك لأنه حالة صراع أصلا، حتى فى المجتمعات غير المنهكة، هناك انتهاكات ولكنها مرصودة لتعافي المجتمع وحيويته الذاتية. التبريرات غير مفيدة، كما يطور الانتهاك من أدواته، على المجتمع أن يتعافى من إنهاكه والخوف حتى فى المساحة المكفولة له بالتحرك فيها، في العالم بأجمعه، السلطة التنفيذية مسائلة وليس فى ذلك تعدٍ على حق أو دستور أو نظام، كم نسبة المساءلة التى تمت، ونوعها ووجهتها على مر تاريخ الدولة مثلا، لو أخذنا مجتمعنا كإنموذج للمجتمع المنهك، مجتمع الريموت كنترول مجتمع منهك بامتياز ومنتهك بنفس الدرجة. معالجة الانتهاك تتأتى في التخلص من حالة الإنهاك أولا، واستخدام ما يسمح به من حرية إلى طاقتها القصوى، الانسحاب بدعوى الكفاية الذاتية والرغبة فى البعد عن المشاكل، إنهاك مستتر سيصله الانتهاك ولو بعد حين، وسيتمنى صاحبه لو بادر قبل أن يصل السيل باب بيته، وتطرق المشاكل نافذته لتدخل دون استئذان. [email protected]