19 سبتمبر 2025

تسجيل

وماذا بعد الكلاب؟

24 ديسمبر 2020

عندما تكون عضواً في لجنة منظمة خارج بلدك، مثلا في أمريكا أو فرنسا أو الهند أو الصين أو غيرها من دول في قارات العالم، هل سيسمحون بفرض ثقافتنا الإسلامية والعربية في فعاليات التنظيم؟ مثلا أن ألزم الحضور بالحشمة وارتداء الحجاب، أو أن أخصص مساحة ومكاناً للصلاة، أو أن أمنع شرب الكحول، أو أمنع الثقافات الغربية بكل ما تحمله وتختلف وتتعارض عن مبادئ ديننا الإسلامي وثقافتنا وعادات مجتمعنا العربي والخليجي. • تعلن اللجنة المنظمة للاحتفال باليوم الوطني سنويا شعار العام والتي تقتبس من قصائد المؤسس الذي عُرف بالتزامه وتديّنه، قصائد تحمل المعاني والقيم والأسس الإسلامية والعربية وآخرها: نحمدك يا ذا العرش. • ومع الدعوات للحفاظ على الموروث الاجتماعي والثقافي وعلى العادات والتقاليد والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي وما يرضى الله ورسوله ﷺ، واستدعاء الماضي بكل ما يحمله من نقاء وجمال وصدق، إلا أن الواقع والصور المشاهدة والمنتشرة مؤسفة وموجعه! • كمية التبرج بصوره المقززة والبعيدة كل البعد عن معاني الحياء والاحتشام والذوق العام الذي نشاهده في العديد من المواقع، وحتى في الجامعات وغيره من أماكن من أشكال عبايات تكشف أكثر من أنها تستر لما كشف تحتها! أو سقوط غطاء الرأس على الاكتاف! أو الخروج بالتبرج والمكياج دون مناسبة ولا يتناسب مع المكان! قد يظنون انها حرية شخصية، يحلو لهم الخروج وارتداء ما يريدون، ودعوة صريحة لفعل ما يحلو لهم من سلوك وتصرفات مزعجة للعامة، وبعيدة عن معاني دعوة ديننا النساء للعفة والحياء والاحتشام واحترام المكان. • المزعج أن تصل الأمور للبعض وبشكل علني لنقل ثقافة غربية وتقليد أعمى ومقزز بتواجد وحضور الكلاب -أجلّكم الله- في حضور فارمرز ماركت Farmers' market في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. • لأول مرة أحضر هذه الفعالية، وهالَني ما شاهدت! قبل دخولنا خرج أحدهم بكلبه الكبير عند المدخل. ظننت للوهلة الأولى أنه أضاع الطريق، أو أنهم منعوه من الدخول، وقلت في نفسي جيد أنهم يمنعون دخول الكلاب. • بانتظارنا للدخول والكشف عن الاحتراز وقياس الحرارة والتأكد من ارتداء الكمامات، ذهلت لعدد الكلاب وأحجامهم وحملها بالأحضان! بنت هنا تحمل كلبتها الصغيرة وتقبلها! وأخرى هناك تضع كلبها في عربة وتجره! وآخر ربط كلبه في حبل ويمشي معه ويستعرض هنا وهناك! وأخرى تقف تتحدث مع زميل لها ومعه أيضا كلبه ليتعارفوا! • وأنا أنتظر وفي حالة من الذهول مع دخول وقت صلاة العصر، لم أجد إلا عدداً لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من قاموا للصلاة في ممر خلف عربات العرض، وفرشت إحداهن سجادتها البلاستيك، وكنت أحمل سجادتي، وفرشتها للصلاة، وانتظرت لربما تأتي أو يأتي من يرغب بالصلاة، ولكن مضى الوقت والناس مشغولة بكلابها واحتساء القهوة وتذوق الحلويات! • جلست والضيق يسكن قلبي ويزعج فكري لما أشاهده من مناظر وصور ومشاهدات، ليأتي أحد الأخوة من المتطوعين طالبا منا ارتداء الكمامة، قلت له: الأولى الالتفات لمن حضروا مع كلابهم واستعراضهم المزعج! اكتفى بالتأكيد عن انزعاجه واستغرابه! • من الإيجابية أن تكون فاعلاً وداعياً للخير ومغلاقاً للشر، ولا نكتفي بدور المتفرج السلبي بعبارات: "كيفهم.. ولا دخل لي بهم، مالنا خص! حرية شخصية! يهّال يتسلّون"، وغيرها من عبارات مخدرة سلبية! • سألت عن اللجنة المنظمة وذهبت إليهم وكلي غيرة على ديني وأبناء مجتمعي وجيل يفترض أن يربي أبناء صالحين بدل من تربية كلاب..! حضر شخص من الجنسية الآسيوية وتحدثت بألم وحرقة عما أشاهده، ظننت أنه تابع لمؤسسة قطر، ولكنه قال إنهم فقط منظمون ولا يتبعون مؤسسة قطر. توقعت من يستضيفهم لابد أن يفرضوا شروطهم. • ذكرت له أن مجتمعنا له ثقافته الإسلامية والعربية التي ترفض وتحرم دخول الكلاب داخل البيت لنجاستها، فكيف لكم تسمحون بدخولها لمعرض يعرض فيه الطعام والشراب ويفترض الهدف منه التسوق! قال نبيع طعام الكلاب والقطط! قلت له لم أشاهد في المجمعات التجارية والسوبر ماركت التي تبيع كذلك طعام القطط والكلاب أن رأيت كلباً أو قطاً واحداً ! • تفهم غيرتي ووجعي وكان مستمعاً جيداً وأبدى اهتماما على ملاحظاتي وتأكيدي لاحترام الثقافات والجميع إلا ما يخالف تعاليم ديننا وعادات مجتمعنا، وعلى أرض وطننا ومؤسسة قطر.. أمر لابد من الاعتراض والوقوف عنده. • تنظيم فعالية واضح كل الوضوح، نقل ثقافات بعيدة عن المجتمع بغزو ثقافة وعادات غربية وغريبة عن مجتمعنا، ودعوة صريحة لهجرة العباية والاحتشام والحياء.. والدليل لماذا لم أشاهد أو يخصص مكان للصلاة ولم يحرص أي من أعضاء اللجنة على ذلك!؟ • الأغلب أن العارضين والحضور من أبناء الوطن ومن المقيمين المسلمين! أعداد قليلة من جنسيات آسيوية وأجنبية حضرت مع أطفالها للاستمتاع ولم تحضر مع كلابها!؟ • لماذا لا يكون هناك لجنة تقييم ويعرض عليها مثل هذه الفعاليات والتنظيمات؟ والتعرف على أهدافها، ويكون هناك مراقبة لمحتوى العرض وقوانين تلزم الحضور بعدم اصطحاب كلابهم، وما يخالف ثقافة الإسلام والمجتمع !؟ ثقافة ومبادئ وتناقض تتعارض مع مبادئ إسلامية أولاً، وموروث مجتمعنا وعاداته الأصيلة التي نحرص على تأكيدها وزرعها في نفوس الأجيال ليكونوا جيلا قويا وفاعلا لخدمة دينه ومجتمعه وتكوين أسرة صالحة. • كم من مرات حضرنا سوقا وعرضا أسبوعيا في أمريكا يعرضون المنتجات الزراعية العضوية والعسل والمنتجات الطبيعية في Farmers' market ولم أشاهد كلبة أو قطة تتجول مع صاحبها! • آخر جرة قلم: الكلاب -أجلّكم الله- وجدت لأدوار محددة ومعروفة من حراسة وعمل في الشرطة، ولم تكن يوما من ثقافتنا أن يخرج أحدهم فجراً لجولة مع كلبهِ أو مساء بعد عودته من عمله، أو التسوق معهم كما في ثقافة أمريكا، ودعوة للتعارف بثقافة مرفوضة لمبادئ ديننا. الغيرة على الدين وعلى المجتمع وأفراده مبدأ لا يمكن أن ننزعه من أرواحنا ونصمت على صور مزعجة. الإيجابية أن نكون فاعلين ونرفض كل ما يعارض مبادئنا، ومن الأهمية أن يكون هناك عربة من الهيئات الخيرية والمؤسسات التعليمية تعرض وتدعو وتعرف للقيم وروعة الدين. ‏ @ salwaalmulla