13 سبتمبر 2025

تسجيل

بنـت اليمـن سلمــى

24 ديسمبر 2019

وصلني إيميل من مواطنة يمنية من محافظة لحج تأثرت بكلماته التي أحسست أن اليمن بعده يمكن فعلاً أن يكون بخير لتواجد مثل (سلمى) فيه. كتبت بعد أن اختصرت من كلماتها الكثير: (عزيزتي ابتسام.. إلى قطر الشامخة.. قطر التي أحبتنا ونحن نبادلها حباً بحب.. قطر العروبة أو كما يناديها محبوها كعبة المضيوم.. أنا لست كاتبة ولا صاحبة قلم لكنني صاحبة محاولات متواضعة في الخربشات وأتابعك منذ فترة طويلة في الصحف القطرية وفي تغريداتك القاتلة في تويتر وحتى اللحظة التي بكيت فيها معنا على احتلال الحوثيين لأرضنا وهي أرض العرب وأرض جدودهم وأصولهم. أختي ابتسام.. بلادي تعيش أسوأ فترات تاريخها ليس لأن الحوثيين زحفوا ونجحوا في مد سلطانهم لمعظم الأراضي اليمنية فهم إلى زوال بإذن الله ولكن لأن اليمن احتلها من هم أشد طمعاً وخبثاً من عبدالملك الحوثي وعصابته، فقد احتلها منذ زمن طويل الطامعون والجشعون والمتسلقون والسارقون ومن ينجح في نهش أركان هذه الدولة التي كان من الممكن أن تصل لسقف احتياجاتها المحلية دون أن تمد يدها في مؤتمر للمانحين ولا أن تتسول علاقات مع دول خليجية أو أوروبية، فنحن أرض خصبة وبتنا على أراض نفطية وكان يمكن أن نستغل كل ذلك لنجعل من بلادنا بلدا زاهرا ولكننا حظينا بشعب رغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وصفه بخير الرجال ومثل السحاب الهمّال إلا أنه مصر على إظهار كل سيئة فيه حتى من نحسبهم متعلمين ومثقفين فهم يكادون أن يكونوا أشد جهلاً من غيرهم وأنا أقول هذا الكلام لأن هؤلاء يضيعون كل وقتهم في التذمر والشكوى والجلوس في الطرقات لبث شكواهم لبشر مثلهم يزيدونهم يأساً فوق يأسهم ونسوا أن الله فوق والرزق على الأرض وأرضنا ليست أرض القات وهو الذي دمرنا اقتصادياً لكنه أنعشنا ذهنياً في تناسي كل مصائبنا وجعلنا شعباً همه الأول أن يكون القات متوافراً قبل أن يكون الطعام مستقراً في بطون أبنائه ولا تستغربي إن قلت لك وأنا مسؤولة عن كلامي هذا إن القات هو ما يميز بيننا لأن جودته وسعره يعطيك قيمة في المجتمع وفي مناسباتنا التي يمكن أن تتكلف ملايين من الريالات لأجل حزم قات فاخرة للضيوف! أختي ابتسام.. اليمن كان يمكنه أن يصبح بلداً واعداً ومزدهراً ليس في مجال الاقتصاد فقط وإنما سياسياً وسياحياً لأننا دولة لا تفتقر للإمكانات بعكس ما يروج له أصحاب القرار لدينا الذين ينجحون في كل مرة في تهبيط قوة اليمن وعزائم شعبه بجرهم إلى حفر البطالة وحصر احتياجاتهم في البحث عن قوتهم اليومي وقاتهم وعدم التفكير بالمستقبل الذي يمثل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وبلادهم ولكن لأنه بلد في نظر العالم بحاجة لقوات أمريكية تطير طائراتها دون طيار لتقتل في كل مرة أطفالنا بدعوى بحثها عن أنصار القاعدة وبحاجة للعطف المالي من دول الخليج وهو مأوى لكل اللاجئين من الصومال وجيبوتي وأثيوبيا وإريتريا ممن خالطونا فضاع عرقنا اليمني الأصيل بسببهم أصبحنا اليوم أرضاً لكن دون هوية ومشتتين وضائعين ولا تصدقي من يخبرك أن اليمن يمكن أن ينفض غباره وينهض لا ففوقنا جبال تحتاج إلى حفر ونحت ومعاول لا تصدأ لكسرها وهدما ثم نفكر بعدها كيف تستقيم أرجلنا ونتعلم بعدها أبجديات المشي مثل طفل في أول عمره، ولذا اليمن يجب أن يتطهر من كل الخونة فيه من الحكومة والأحزاب والقاعدة والحوثيين لنبدأ في قتل الفقر فينا الذي يجب أن يكون أول المطرودين من أرضنا لأننا دولة غنية على عكس ما يروج له أغنياؤنا في الحكومات الخائنة التي تتوارثها كراسي الحكم لدينا ويمكنني أن أخبرك أن فحش الثراء لدى الكثير من أباطرة المال لدينا وصل لبعض بناتهم أن يركبن سيارات تتوافق ألوانها مع ألوان أحذيتهن وحقائبهن وأريدك ألا تصدقي لأن ذلك فعلاً لا يصدق لكنها الحقيقة والله! أطلت عليك ولكني استرسلت كما هي عادتي حين أفضفض بهموم اليمن التي أبشرك أنها ستهدم جبال الخيانة والسرقة والفقر من أرضها وستقتل أصحابها لأن اليمن لم تحظ بمديح خير البشر لها من فراغ ولم يقل فيها رب العالمين «بلدة طيبة ورب غفور» إلا لأنها طيبة.. ثقي بي اليمن ستعود إن شاء الله.. وداعاً. ◄ فاصلة أخيرة: كانت كلمات ليست كالكلمات ! [email protected]