19 سبتمبر 2025
تسجيلأستكمل معكم اليوم ما تناولته في مقالي الفائت عبر هذه الزاوية ، عن أخلاق السائقين على الطريق ونحن منهم بطبيعة الحال ، باعتبار أن قيادتنا للمركبات تعكس أخلاقنا وأنماطنا الشخصية وما نتمتع به من وعي وثقافة ، وقبلها مدى التزامنا بقيم وتعاليم ديننا الحنيف ، وعلى قدر التزامنا بقواعد وآداب المرور تتضح معالم شخصياتنا للآخرين . إن احترامنا والتزامنا بخطوط السير وتحديد الاتجاهات والتعاون مع مستخدمي الطريق ، يضمن لنا قيادة آمنة وسليمة وحماية من مخاطر الحوادث والمنغصات . ومن خلال طريقتنا في تجاوز المركبات أمامنا وجوارنا ، أو التغيير والانعطاف يسارا أو يمينا ، إضافة إلى اختيار الاتجاه الصحيح من عدمه ، وغيرها من الممارسات اليومية في الميدان المروري الذي يجمعنا بجنسيات وثقافات وأنماط مختلفة تختلف معها الأمزجة ومستوى الوعي العام ، والمهارة المطلوبة أثناء السير أو التوقف أو تغيير المسار ، كلها عوامل مهمة في تحقيقنا لأهدافنا من استقلال وقيادة المركبات وبلوغ الوجهة المطلوبة سواء للموظفين والمراجعين والسواح وغيرها من الأهداف . وتعكس ثقافتنا وأخلاقنا لدى كل من يستخدم الطريق . ومما اشتهر على ألسنة الناس أن القيادة فن وذوق وأخلاق ، وهذا الشعار يجب أن نضعه نصب أعيننا ونحن نقود مركباتنا على مدار الساعة ، خاصة أن بلادنا تشهد توافدا متزايدا للمركبات وقائديها تزامنا مع ما نعايشه من أعمال تحسين شبكات الطرق والخدمات المساندة واستكمال محطات ومسارات قطار الأنفاق ( الريل والمترو ) وما يصاحبها من تحويلات أو إغلاقات مرورية ، وهنا يجب أن نغلب المصلحة العامة في كل اتجاه وأن نتحلى بأعلى درجات الصبر والحكمة وضبط النفس أثناء القيادة على الشوارع والطرقات، أو التوقف وركن السيارة لإنجاز عمل ما . فلا مناص من المحافظة على أعصابنا والتعود على الصبر والحلم وهدوء الأعصاب ، وإعلاء قيم التعاون والتسامح ومساعدة الآخرين ، وتلك من مهارات العمل الجماعي التي يتفق جميع البشر على أهميتها ونتائجها المحمودة . ونحن نصادف أنماطا من البشر المتعجلين في سياقتهم إضافة إلى المتهورين والمستفزين ومن يلقون بأعقاب السجائر والمخلفات على الطريق غير عابئين بنظافة البيئة والمكان ، فهل يعني ذلك أن نسابق الآخرين أو نحجب حقهم في الانعطاف أو التجاوز القانوني ، وهل يليق بنا أن نتبادل السباب والشتائم ، لمجرد أن أحدهم انعطف هنا أو هناك أو تجاوزني أو سبب لي ربكة عابرة ، بل قد يتطور الأمر إلى العراك بالأيدي وحدوث إصابات خطيرة ، وكم سمعنا عن قضايا شائكة ما تزال عالقة في أروقة المحاكم والنيابة العامة بسبب طيش أو تهور من هذا القبيل وكم من أسرة تعرض معيلها للحبس أو الفصل من وظيفته بسبب لحظة طيش، والأمر والله أبسط من ذلك بكثير ، فهل فكرنا أن ضرورة المحافظة على السلامة العامة واستقرار المجتمع والسلامة غنيمة ثمينة . كذلك ينبغي أن تسود بيننا روح التفاهم والاحترام المتبادل وتقدير ظروف الآخرين ، والتخفف من استخدام أبواق السيارات المزعجة لأتفه الأسباب أو إطلاق أضواء مصابيح السيارات والسرعة الجامحة التي يقود بها بعض الشباب هداهم الله ، ثم هل ندرك الفرق بين مفهوم قائد وسائق المركبة ؟! وما يتصف به القائد من صفات وأخلاقيات، إننا أمام اختبار حقيقي على الطريق والنجاح فيه مضمون ومحقق بإذن الله فقط إذا التزمنا بتعاليم ديننا الحنيف الذي يوصينا بحسن التعامل مع الآخرين والحرص على سلامة الممتلكات والأرواح، إضافة إلى الالتزام الحضاري بقواعد وآداب المرور . مع شكري وتقديري الخاص لأسرة برنامج كيف أصبحت بإذاعة قطر والمسؤولين عن إذاعة القرآن الكريم، على تخصيصهم فقرة في مثل هذا اليوم للتوعية المرورية واستضافة المعنيين من إدارة المرور والدوريات لهذا الغرض . ورافقتكم السلامة . [email protected]