12 سبتمبر 2025
تسجيلالظلم ظلمات يوم القيامة، وهلاك وانتقام في الدنيا لأصحابه، لكن الله يمهل ولا يهمل! إلی أن يأتي وقته من تحقيق مسببات هذا الهلاك، لأن الاحداث والافتعالات الكونية کلها مرتبطة ببعض والكل يتفاعل مع البعض وحسب نظام دقيق، اما السير وفق السنن الكونية والاعمار والبزوغ، أو الحرکة بعکس اتجاه النظام الكوني ومن ثم الهلاك والخسران. عندما سمعت كلام الضابط الصف السعودي (عبدالواحد عبدالمحسن) المنتشر في اليوتيوب، بانشقاقه عن النظام وهروبه خارجا، انتقاما للانتهاکات الفاضحة في حرب اليمن؛ تفهمت خطورة الوضع الانساني في تلك البلاد، وعندما يبلغ السيل الزبی يترك الانسان وطنه العزيز عليه ويبحث عن مکان آمن يعيش فيه مرتاح البال والضمير، ان لم يكن باستطاعته تغير الواقع ومنع الظلم والفساد. لکن ما استرعی انتباهي أكثر واستغرابي هو قرار هذا الضابط بترك الاسلام رفضا لنظام يحکم الناس باسم الدين ومن جهة أخری يقتل الابرياء و يظلم الشعب ويهلك الحرث والنسل...الخ فلو ألقينا نظرة سريعة علی الوضع السياسي والاقتصادي والانساني المتدهور هناك لتوصلنا إلی نتيجة حتمية بأن هذا الظلم ليس له صلة بالاسلام وأن مقرروه ومنفذوه بعيدون کل البعد عن روح الاسلام الانساني الرؤوف، الذي يأمر بالعدل والاحسان و ايتاء ذي القربی، وهناك فرق شاسع بين من يسلم لله بضغط ما و لسبب ما، ومن يؤمن به اعتقادا و عملا، کما قال الله تعالی (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الحجرات/14. فمثلا؛ همجية طريقة قتل الصحفي (خاشقجي) دليل ملموس علی مستوی رعب هذا النظام الذي لا يراعي أبسط قانون عالمي وحقوق للأنسان، بل يقوم بإذابة جسد مواطن داخل مکان دبلوماسي (شيء ما حصل علی الاطلاق من قبل)! لكن الاسلام بريء من هذه الفعلة، فلم يلوم الاسلام من قبل الساذجين البسطاء؟ في حين ان الاسلام مظلوم کذلك علی يد هؤلاء، بل يقومون عمدا بتشويه اسم الدين واستعمال العلماء لتمرير أقوالهم الزائفة وافعالهم الشنيعة، کي يفر الناس من الاسلام. آن الأوان أن نراجع أنفسنا ونفهم روح الدين الاسلامي السمح كي لا نخسر الدنيا والاخرة، و نتميزه عن أفعال وأقوال دعاة السوء والظلمـة - فهم في خسران أعاذنا الله وأياكم- والکيس من اتعظ بغيره، دان نفسه وعمل لما بعد الموت.