31 أكتوبر 2025

تسجيل

الثواب والعقاب

24 ديسمبر 2012

يبدو أن مسألة الالتزام بالدوام في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة تحتاج إلى آلية جديدة من اجل ضمان ضبطها والتزام جميع الموظفين بها أيا كانت مواقعهم ونوعية العمل الذي يقومون به املاً في الوقوف امام العقيدة المترسخة في عقول من يرون أن دوام العمل عبارة عن اربع ساعات يقضيها الموظف في مكان عمله وينطلق بعدها إلى المنزل أو قضاء أمور شخصية يريد إنجازها بسرعة وطبعا على حساب دوامه المقرر في عقد العمل. أن مناقشة قضية بهذه الحساسية يثير حفيظة البعض ويؤرق آخرين لكن الساكت عن الحق شيطان اخرس، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ "، قَالَ: " وَكَانَ دَاوُدُ لا يَأْكُلُ إِلا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ".. لذلك فمسألة الالتزام بمواعيد العمل واتقان العمل امر ضروري اكده الكتاب والسنة النبوية الشريفة. والمحور الثاني في مسألة الالتزام بدوام العمل ومواعيد الحضور والانصراف يختص بالجانب المؤسسي والنتائج المترتبة على تهاون البعض في الدوام المقرر واثره على بقية الزملاء بل وقل اثره على القدرة الانتاجية للمؤسسة ككل. والمحور الثالث في حديثنا هو عن سلوك المتهاون بمواعيد العمل.. فهل مع تجاوزه هذا سيكون قادراً على تعليم ابنائه وبناته الانضباط في الحياة عموماً وهل بامكانه ان يغرس في نفوسهم وصدورهم حب الالتزام باقامة الصلاة في مواقيتها وحب الالتزام في الاتفاقات والعمل والحياة عموما. ان تطبيق مبدأ الثواب والعقاب والعدل من شأنه ردع اي موظف يسعى الى مخالفة القواعد المعمول بها في المؤسسة ويلزمه سواء اكان هذا الموظف راغبا او مرغما على الالتزام بمواعيد عمله وعدم مخالفتها واهمالها والتهاون بحقوق مؤسسة العمل. لكني على الجانب الاخر لا اخفي سراً ما ينتاب بعض الموظفين من الشعور بالظلم في جهات اعمالهم واحساسهم بانهم يستحقون الثواب العادل كما تقام عليهم العقوبة المفروضة. وختاماً... فالآلية السليمة هي التي تلزم الجميع بالنظام المعمول به في الجهة او المؤسسة وتراعي كل من يعمل تحت لواء هذه الجهة او تلك المؤسسة.