18 سبتمبر 2025

تسجيل

التربية الغذائية الغائبة في حياتنا

24 ديسمبر 2010

اهتم الإنسان بالغذاء منذ أن وجد على سطح الأرض يبحث عنه ويجاهد في الحصول عليه، وهو ينظر إليه من قديم الأزل على أنه وسيلة للصحة والقوة دون التعرف على تركيبة أو دراسة عناصره.والإنسان يحب أصنافا منه ويكره أصنافاً أخرى، ويعتبره وسيلة اجتماعية في أغلب الأحيان، إذا يجتمع الناس في المناسبات والأعياد عادة على مائدة الطعام، وعندما يريد الإنسان تكريم شخص يدعوه للطعام وقد يكون الطعام بمثابة عقوبة قاسية كالحرمان من الطعام وقد يكون دافعا لاستمالة الإنسان لعمل ما.كل هذا جعل للطعام منزلة خاصة عند الإنسان إلا أن الناس يختلفون فيما بينهم بالنسبة لمدى الاهتمام بالطعام وأسبابه.- بعض الناس اهتمامهم بالطعام ينحصر في اللذة التي يشعرون بها أثناء مذاقه.- وبعض الناس أزمن معهم المرض، فضاق بهم العلاج وأصبحوا يتقبلون كل وصفة علها تشفيهم مقبلين على الأخص على الوصفات الغذائية.من هنا كانت العادات الغذائية والعقائد الدينية تجاه الطعام وأيضا الشائعات التي تلازمنا عبر العصور، تتوارثها الأجيال الجديدة ويتجدد ويبتكر منها المثير تبعاً للمقتضيات الظروف، وطبيعة البيئة ومتطلبات الحضارات المتغيرة.1- من العادات ما هو سليم وصحي ينتقل غالباً إلى الفرد من أبويه أو بيئته عن طريق التقليد اللاشعوري لتصرفات الأسرة أو الأفراد.2- من العادات ما هو ضار يرتكز على معتقدات لا أساس لها من الصحة صدقها الفرد ومارسها بالتدريب المستمر دون أن يناقشها. وأصبح من الصعب اقتلاعها وأمثلة هذه كثيرة منها:* دعاة الخرافة وهم غالباً جهلة يشيعون أن عنصراً معينا يفيد الشباب وآخر يعطي الجمال ويهب الجاذبية وثالث يطيل العمر.ثم يصفون عقاقير تضر بالصحة أو تسيء إلى البشرة أو تربك الهضم أو تختل معها الغدد الأساسية في الجسم أو لا تضر ولا تنفع.* تحريم بعض الطعام لمعتقدات دينية فالهندوس لا يأكلون لحم البقر مع انتشار المجاعة في بعض البلاد لأنهم يعبدونه كحيوان مقدس، ويتشابكون مع المسلمين لأكلهم البقر، وبعض صيادي تنزانيا لا يأكلون السمك فهو محرم عليهم مع أنهم يتاجرون به.- تحريم بعض الطعام للاعتقاد بأنه ضار كتحريم أكل السمك مع اللبن وكتحريم اللحم على الحامل والبيض بروتين حيواني عالي القيمة الغذائية.* وكثير من الناس تمتنع عن أكل البيض في حالة الإصابة بالبرد مع أن تناول غذاء غني بالعناصر الغذائية كالبيض يكسب الجسم مقاومة ضد المرض.* الخوف من الإكثار من الطماطم بحجة أنها تسبب السرطان وهذا لم يثبت علميا والطماطم غنية بفيتامين أ،ج.* الإكثار من التوابل والشطة لفتح الشهية ومما لا شك فيه أن كثرة الشطة والمواد الحريفة يلهب الجهاز الهضمي.* ومن العادات ما هو غير معروف النتائج فمثلاً أجمع مجتمع إفريقي على أن طين الأرض طعام يفيد الأطفال في سن النمو وهذا غير مقبول لاحتمال تلوث هذا الطين بميكروبات ضارة، مثال آخر ما يفعله أهالي أوغندا حيث يشربون الدم المكتسب من عروق البقر بعد وخزها وهى حية.وهناك عادات غذائية لها أثر كبير في التغذية:1- فالمحافظة على نظام مواعيد الوجبات يرجع إلى حرص أفرادها على تناول الوجبات خاصة الرئيسية منها، والاعتقاد السائد بأن انتظام الوجبات يريح المعدة والهضم ويسهل عملية الامتصاص.2- وعادة حذف وجبة الإفطار أو تناول وجبة خفيفة أو الاعتماد في فترة الصباح على بعض أطعمة خفيفة كالبسكويت أو الكوكاكولا عادة ضارة ومعناها حذف ثلث مقنن اليوم من الطعام أو إنقاص عدد السعرات الحرارية اللازمة للفرد بالإضافة إلى أن فترة الصباح فترة عمل طويلة وتحتاج إلى غذاء معتدل في وجبة الإفطار.3- وهناك بعض عادات نفسية كأن يكره الإنسان اللبن لأنه طعام الأطفال أو يكره الخضر لأنها في زعمه أكل للأرانب مع ما للبن من فائدة عظمى في إمداد الجسم بثلثي حاجته من الكالسيوم بالإضافة إلى أنه بروتين حيواني عالي القيمة الغذائية – أما الخضر الخضراء فيكفيها ما بها من فيتامين أ.4- وعادات الطفولة التي تلازم الفرد حتى الكبار يجب أن يلتفت إليها بالتعديل فالطفل الذي يكره اللحوم لأن والده نباتي وهو ينقل عنه بدافع التقليد يجب أن يعود إلى أكلها.5- وكثيرون يجرون وراء أقوال أو أمثال لا تفعل المعجزات مثل أكل الجزر يقوى البصر – حقيقة أن الجزر مصدر قوي لفيتامين (أ) المانع للعشى الليلي لكنه لا يصلح للعين عطبا.6- وتنقل المرأة عن جاراتها عادات منزلية كثيرة يكون لها أثر سلبي على الغذاء كعادة تسبيك الطعام بحجة تحسين عملية الهضم أو حفظه ساخناً حتى ميعاد الغذاء، وهذا العمل يفقد الطعام الكثير من عناصره الغذائية التي تتأثر بالحرارة الطويلة العالية.