14 سبتمبر 2025
تسجيلبدعوة كريمة من هيئة تحرير مجلة لندن الأدبية قدر لي المشاركة في ندوتها السنوية لعام 2010 والتي اشترك فيها عدد من أهل القلم المهتمين بالأدب السياسي والتاريخ واللغة ودارت حوارات معمقة ليومين متتابعين حول الأدب العربي وجائزة نوبل، الأدب العربي وتصديه لظاهرة الإرهاب العالمي، تاريخ الأدب العربي قبل الإسلام وبعد ظهوره، تأثير الأدب العربي في النهضة الفكرية إبان عصر النهضة في أوروبا، الأثر السياسي في تفعيلة الأدب لخدمة السلم والأمن الدوليين، إلى جانب مواضيع أخرى تتعلق بالشرق الأوسط خاصة منطقة الخليج العربي في ظل الصراعات الإقليمية والدولية والضعف العربي. (2) بعد هذه المقدمة فلا بد من التعريف بهذه المجلة الشهرية لأن الكثير في تقديري من أهل القلم في عالمنا العربي لا يعلمون الكثير عن هذه المجلة التي أسست عام 1732 م إنها أقدم مجلة انجليزية تهتم بالأدب والفن في انجلترا، وهي المرة الأولى التي تؤول ملكية هذه المجلة ـ المهتمة بالأدب والفن الحضاري في أوروبا وبعد مرور 278 عاما على تأسيسها ـ إلى يد عربية صادقة في انتمائها لامتها العربي دون الإخلال بحقوق الوطن الجديد بعد أن عز عليه البقاء في عالم تنخره الطائفية والعشائرية والعصبية والمتنفذين من بين هؤلاء، وما علينا إلا نعبر عن شكرنا العميق نحن العرب لمثل هؤلاء الرجال الذين يعملون لامتهم في صمت وبعيدا عن الأضواء وعلينا واجب آخر وفي صمت دون ادعاء أن نمد اليد لمثل هذه الفعاليات التي تحمل هموم أمتنا العربية كما تفعل كل الأمم عندما يتصدر أحد مواطنيها للعمل العام الذي يخدم أهداف تلك الأمم. إن ما تفعله هذه المجلة رغم عمرها القصير في يد عربية صادقة الشيء الكثير. لا شك أن علينا دورا نحن العرب حكاما ومحكومين يجب أن نؤديه تجاه هذه المؤسسات الفكرية والإعلامية التي تأسست في الغربة البعيدة عن الوطن. (3) في هذه الزاوية، اليوم سأتحدث عن حوار دار بيني وبين رواد تلك الندوة وبعيدا عن قاعات الاجتماعات المقررة لتداول الرأي حول المواضيع المطروحة على جدول الأعمال وسأفرد لتلك الحوارات إطلالة أخرى في قادم الأيام. كان الحديث بعد أن تحلق أهل المنتدى حولي يدور حول قطر" ودبلوماسية الرياضة " التي تتبعها في حاضر الأيام لاستقطاب العالم وجذب انتباههم نحو قطر. قلت لجمهوري لماذا تختصرون دورنا نحن قطر في دبلوماسية الرياضة كما أسميتموها دون النظر إلى دبلوماسية المصالحة التي تقوم بها بلادي بين أطراف عربية وغير عربية تعيش في خلافات وصراعات تكاد تقود منطقة الشرق الأوسط إلى حروب دامية؟ ولا تنظرون إلى جهودنا الكبيرة في مجالات التعليم والبحث العلمي والإعلام الحر الممثل بمحطة الجزيرة الفضائية بلغات متعددة، ولماذا تتجاهلون دورنا نحن في قطر في الحد من سباق التسلح في الشرق الأوسط، لماذا تتجاهلون دورنا في دعم عقد التنمية الذي أقرته الأمم المتحدة، لماذا تتجاهلون دورنا في مساعدة الكثير من الدول النامية خاصة في منطقة الشرق الأوسط من أجل النهوض بعملية التنمية على كل الصعود، وماذا تعرفون عن مشروع صلاتك الذي توليه دولتنا العناية الكبرى ويرتكز على تدريب وإعداد كوادر عربية في كل مجالات التنمية في أقطار عربية متعددة. قال أحدهم: لسنا في مجال البحث أو الحديث عما تفعل قطر ما نريد أن نعرف هل قطر بإمكانها أن تستضيف "دورة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022" دون اضطرابات خاصة أن قطر تقع في دائرة هلال الأزمات الدولية والإقليمية والقطرية، وإنها ستكون قادرة على توفير الرفاهية لكل محبي هذه اللعبة العالمية رغم الاختلافات في كل مناحي الحياة لديكم؟ كان جوابي: نحن شعب قطر نشكل نسيج أسرة واحدة متكاملة، نحن شعب مضياف، نتمتع بانسجام اجتماعي ووحدة وطنية قل نظيرها بين كثير من الدول، نحن دولة تنعدم فيها الطائفية التي تنخر في جسد الكثير من دول المنطقة والتي تهدد استقرار تلك المجتمعات،الولاء عندنا للوطن وقيادته السياسية، ليس لدينا ولاءات متعددة كل هذه المعطيات تحقق لنا الأمن ولضيوفنا عشاق كرة القدم العالمية وغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى، طموحنا، إلى جانب طموحات أخرى، هي أن نكون نادي العالم لجميع الألعاب الرياضية، ونحن قادرون على تنظيمها وحمايتها وتوفير الرفاهة الشريفة لكل مشجعي تلك الفعاليات الدولية.قال أحدهم: إن قطر لم تحصل عل حق تنظيم دورة مونديال عام 2022 بطرق نزيهة، وقد لعب المال غير المشروع دورة في هذه المناسبة. قلت نحمد الله، هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي. سي) وصحيفة الصنداي تايمز البريطانية نشرت تحقيقات عن رشاوى لبعض أعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة (الفيفا) ولم تشر إلى قطر وإنما كانت الإشارات إلى أطراف أخرى غيرنا، وأريد التأكيد على الطالب الضعيف هو الذي يمارس الغش في امتحاناته، إنما الطالب المتفوق لا يلجأ إلى الغش. نحن كان ملفنا مكتملا، نعم أعددنا له العدة وعملنا واجبنا الوطني الذي يحقق لنا الفوز، نحن لم تكن المنافسة بيننا وبين دول من العالم الثالث حتى نتهم بتقديم رشاوى لأي إنسان، كانت منافستنا مع أغنى دول العالم وأكثرها تأثيرا في كل المجالات بما في ذلك التهديد والوعيد، كنا في منافسة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي بيدها كل وسائل القوة والإكراه، كنا في تنافس مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية أليست هذه الدول ذات شأن أكبر من قطر في القدرة على التأثير على كل صاحب صوت أو على دولته. أقول: لقد عملنا لتحقيق أهدافنا بكل إخلاص ونلنا الفوز على الآخرين بجدارة. آخر القول: في جعبتي الكثير من الحوارات حول قطر والخليج العربي واللغة ولنا عودة إلى تلك الحوارات.