10 سبتمبر 2025
تسجيلكأس العالم التي تُقام في قطر هي البطولة الثانية والعشرون من البطولة التي تقام كل أربع سنوات وتتنافس عليها المنتخبات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي أول نسخة من كأس العالم تُقام في الوطن العربي والثانية في آسيا بعد نسخة ألفين واثنين التي لُعبت في كوريا الجنوبية واليابان، وقد ترقب عشاق كرة القدم انطلاق هذه النسخة الاستثنائية بتفاصيلها المكانية والزمانية منذ أُعلن عن موقع ضربة البداية لها، فالمنتخبات العربية على وجه التحديد كانت تترقب مشاركةً جديدةً يتمنى كل العشاق أن تُمنى بنجاحٍ كبيرٍ يشتاق إليه العرب في المونديال، حتى جاء موعد الأحد العشرين من نوفمبر حيث اتجهت الأنظار إلى استاد البيت الذي شهد افتتاح أول مونديال في بلد عربي، وسط ترقب كبير لنسخة قطر ألفين واثنين وعشرين، افتتاح أبهر الجميع وكأنه يُقدم موعداً آخر للإبهار حين لعب المنتخب السعودي مباراته الأولى بعد يومين من افتتاح البطولة أمام المنتخب الأرجنتيني ليأتي فوزه كوضع حدٍ لسلسلةٍ تاريخيةٍ لمنتخب الأرجنتين، وليحرمه من معادلة الرقم القياسي الذي بحوزة منتخب إيطاليا، وبلوغ المباراة السابعة والثلاثين في سلسلة «بلا هزيمة». الأخضر السعودي حقق أولى مفاجآت البطولة وقلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين لهدف على المنتخب الأرجنتيني أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب ليتمكن المنتخب السعودي من صنع التاريخ بهذا الفوز على ملعب لوسيل، وقد وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هذا الفوز غير المتوقع للمنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي في مونديال قطر بأنه «كبرى الصدمات في تاريخ كأس العالم». هذا الإنجاز التاريخي للأخضر السعودي يأتي كواحدةٍ من كبرى المفاجآت في تاريخ البطولة وسط فرحةٍ عربيةٍ غامرة، وتأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم خمس مرات سابقة كانت أولها في بطولة ألفٍ وتسعمائةٍ وأربعةٍ وتسعين في الولايات المتحدة، حيث حقق أيضًا أفضل نتائجه بالتأهل إلى دور الستة عشر من مجموعة كانت تضم منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب. وإذا استشهدنا بالتاريخ فإن المنتخب السعودي هو أول منتخب آسيوي يسجل هدفين في شباك الأرجنتين بكأس العالم عبر التاريخ، كما أن المنتخب الأرجنتيني استقبل هدفين في لقاء واحد لأول مرة منذ أربعةٍ وعشرين مباراةٍ تحديداً منذ التعادل مع كولومبيا بهدفين لمثلهما يونيو الماضي وبذلك يُصبح المنتخب السعودي ثاني منتخب آسيوي يحقق الفوز على منتخب أمريكي جنوبي في تاريخ كأس العالم، بعد فوز اليابان على كولومبيا في مونديال ألفين وثمانية عشر. إذاً الأخضر السعودي كسر سلسلة اللاهزيمة لمنتخب الأرجنتين التي امتدت إلى ست وثلاثين مباراة، فكانت آخر هزيمة تلقاها التانغو أمام المنتخب البرازيلي في يوليو من العام ألفين وتسعة عشر، بالمقابل هي المرة الأولى منذ عام تسعين يخسر منتخب الأرجنتين مباراته الافتتاحية في كأس العالم، فيما حقق المنتخب السعودي الفوز الرابع في تاريخ مشاركاته بالمونديال. وقد ترك الفوز التاريخي للمنتخب السعودي على الأرجنتين، أحد المرشحين للوصول لنهائي كأس العالم هذه النسخة فرحة كبيرة خرجت عن نطاق المتوقع حيث انتشرت ملايين التغريدات التي شملت صوراً وفيديوهات لاحتفالات في دول عربية مختلفة، وتغريدات مهنئةٍ بالفوز الذي اعتبره العرب فوزاً لهم جميعاً. وشهد تاريخ منافسات كرة القدم بين المنتخب السعودي ومنتخب الأرجنتين عددا من المواجهات عادةً ما تكون مباريات تنافسية ودية غير رسمية بين المنتخبين حيث تقابل المنتخب السعودي مع المنتخب الأرجنتيني في أربعة لقاءاتٍ يغلب على نتائجها الميل لصالح المنتخب الأرجنتيني. ولأن الأخضر فعلها فقد رفع عدد انتصاراته في كأس العالم إلى أربع مرات ليضيف الأرجنتين لقائمة ضحاياه بعد المغرب وبلجيكا ومصر، وتعد هذه المرة الأولى التي يكسب فيها الأخضر بالمونديال، أحد المنتخبات المتوجة بكأس العالم من قبل، وهو بات أول منتخب عربي يحقق الفوز على الأراضي القطرية في كأس العالم. ولأن الجماهير هي ملح المباريات ومن يُحدث حضورهم فارقاً بتشجيعهم ودعمهم وتلك الأهازيج المصاحبة لحضورهم فقد سجلت مواجهة الأخضر والتانجو الحضور الجماهيري الأعلى خلال المباريات الماضية. والحديث عن الحاضر لا بد أن يقترن كثيراً بالماضي الذي صُنع فيه الكثير فخلال السنوات الأخيرة استعاد المنتخب السعودي لكرة القدم ثقته في نفسه ونجح في العودة إلى نهائيات كأس العالم ليعود للمشاركة في مونديال ألفين وثمانية عشر في روسيا ويكرر سطوته وهيمنته على القارة الصفراء ببلوغ مونديال قطر وهو التأهل السادس للصقور إلى المونديال بعد الأعوام أربعةٍ وتسعين ثم ثمانية وتسعين ثم ألفين واثنين فألفين وستة وألفين وثمانية عشر. ولأن الغد هو الأهم الآن فللتذكير فإن المنتخب السعودي المتواجد ضمن المجموعة الثالثة التي تُعد مجموعة قوية جدا يُصنفها الخبراء أنها الأكثر صعوبة للمنتخبات العربية، والتي تضم الأرجنتين، بطلة كوبا أمريكا ألفين وواحدٍ وعشرين وإحدى الدول المرشحة بقوة للذهاب بعيدا في المسابقة، وبولندا التي يقودها روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعب في أوروبا ألفين واثنين وعشرين فضلا عن المنتخب المكسيكي أحد المنتخبات المتمرسة جدا بكأس العالم، بفوزه على منتخبٍ مدججٍ بالنجوم والأساطير الكروية فاجأ الجميع وجعل جماهيره تستقبل المفاجأة بفرحة هستيرية، تترقب أضعافها في المباريات القادمة، ولأن الروح التي سادت المنتخب السعودي وأسهمت في تألق الصقور الخضراء هي أيضاً التي رفعت سقف الطموحات لدى السعوديين بالوصول لأدوار متقدمة خلال المونديال انتظاراً للمزيد وطلباً للإنجاز الذي لا يُعد غريباً في عالم الساحرة المستديرة. ● أخيراً: فوزٌ للتاريخ وفرحةٌ للجميع،، وهنا المونديال.