12 سبتمبر 2025
تسجيلكان من الرائع والمبهج لدينا في قطر أن نحظى بتلك الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان مؤخرا إلى دولة قطر والتقى فيها سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد حفظه الله في زيارة أقل ما يقال عنها أنها تعزز من علاقات البلدين وتوطد تلك العلاقات التي عززها توقيع اتفاقيات عسكرية وأخرى اقتصادية مما يدل على قوة الإرادة لدى القيادتين على فتح آفاق جديدة للتشاور والتنسيق بين البلدين مستقبلا لا سيما في مجال الاستثمار والذي بات اللغة الحية للعالم اليوم مما يعمل على زيادة أطر التعاون بين سلطنة عمان ودولة قطر ناهيكم عما أثمرت عنه هذه الزيارة، التي استقبلها أهل قطر بالترحيب الكبير بضيف البلاد الغالي واستبقوا حضور السلطان هيثم بن طارق بوسمين لقيا انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي حملا عبارة (قطر ترحب بالسلطان هيثم) وعبارة (عمان وقطر مستقبل واعد)، من اتفاقيات عسكرية حملت هي الأخرى مفهوما عميقا في العلاقة التي تربط بين سلطنة عمان ودولة قطر خصوصا وأن التحديات التي باتت تمر بها منطقة الخليج ترفع من مستوى التعاون الذي يجب أن يكون بين كافة دوله المجاورة وكانت هذه الزيارة ذات أبعاد سياسية حللها المراقبون على أنها التفاتة مهمة في حكم السلطان هيثم بن طارق الذي خلف السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله الذي ترك إرثا في أرض وتاريخ عمان ليس من السهل تجاوزه أو حتى التفريط به فترك دولة مستقرة من الداخل وتتمتع بعلاقات طيبة ليس مع دول الخليج فحسب وإنما مع كل دول العالم التي تحرص هي الأخرى على الحفاظ على مستوى علاقاتها مع السلطنة نظرا لما تتميز حكوماتها من تدبير وقدرة على تطويع السياسة لما فيه صالح أرضها وصالح المنطقة فنرى مسقط في كل شأن سياسي تنزع فتيل الأزمات وتركن للهدوء وتغليب لغة الحوار لحل أي أزمة كما تدعو في كل موضوع إلى الإمساك بمنتصف العصا في إدارة هذه الأزمات وعدم الانحياز لطرف دون آخر وهي سياسة حكيمة تعهد السلطان هيثم بن طارق بالسير على نهجها لما تميزت به مسقط في الواقع من حنكة وحكمة سياسية جعلتها اليوم بلدا هادئا يمتثل فيه الشعب والحكومة معا لدستور واضح وقوانين ممنهجة على النسق العماني الأصيل. ويعلم أهلنا في عمان الشقيقة مقدار ما نشعر به إزاء السلطنة قيادة وحكومة وشعبا ومقدار ما تحظى به بلادهم في قلوبنا جميعا وهذا ما لا يختلف فيه كافة شعوب الخليج والوطن العربي كافة لاحترام عمان علاقاتها مع الجميع واعتبارها دائما طرفا محايدا غير منحاز في الصراعات التي باتت تنهش من عضد الجسد العربي ولذا فإن هذه الزيارة التي وصفت بالتاريخية لدولة قطر إنما لا نختلف فيها في شعورنا وترحيبنا وفرحتنا بهذه الزيارة عن باقي هذه الشعوب التي تلقى سلطنة عمان مقدار محبتها في هذه القلوب التي لا توجد مزايدة في مقدار هذه المحبة وإنما منافسة فيها لأن مسقط لم تعاد أحدا لتواجه من يعاديها في المقابل وإنما وضعت خطط علاقاتها تسير نحو كسب العالم نحوها واليوم يأتي سلطانها المعظم إلى قطر ليلمس هذه المحبة بنفسه في قلوب قيادات وحكومة وشعب دولة قطر التي فتحت سماءها لطائراتها الحربية المسالمة لترافق طائرة السلطان نحو مدرجها المخصص لها في بادرة ترحيب عميقة بضيف البلاد الكبير وعنوان أكبر بأن الدوحة إنما تزينت باستقباله وازدانت ونورت واستنارت فأهلا بسلطان سلطنة عمان الشقيقة وأهلا بكل من حضر لبلادنا محبا ومسالما لنبادله المشاعر نفسها وأكثر بإذن الله. [email protected] @ebtesam777