19 سبتمبر 2025
تسجيلالتغير سنة كونية والتطور إرادة إنسانية، هذا التمازج بين هذه السنة الكونية وتلك الإرادة الإنسانية هو قاطرة التقدم، ولكن ليس كل تغير هو بالضرورة تطورا، فانفلات الترابط والتلازم بينهما أو بالأصح فقدان الإرادة الإنسانية في هذا الجانب يجعل من التغير شيئاً آخر ليس بالضرورة تطوراً. ثمة حلقة مفقودة بين صيرورة التغير وإرادته الإنسانية مرت بها دول الخليج العربية منذ إنشاء مجلسها تعطلت فيها مسيرة التطور والانطلاق نحو الأمام، ولكن ما الذي تتطلبه ضرورة الجمع بين التغير والتطور؟ لكي يستقيم الأمر لابد من التيقن بأن للعصر الحالي مداخل من خلالها يمكن الولوج إليه كقوى مؤثرة. ولا بد لنا أن نشير هنا إلى شكل ونوعية هذه المداخل الوحيدة للاتساق مع العصر المعاش بشكله الذي تمت الإشارة إليه. أولاً: المدخل العسكري: وهو ما تحاول إيران الولوج من خلاله بحصولها على تكنولوجيا القوة النووية الرادعة. وهو مدخل لا تستطيع أن تملكه كل الدول، وسوف تواجه بالضرورة بممانعة قوية وشرسة من قوى النظام القائم الجديد. ثانياً: المدخل الاقتصادي: وهو ما كانت تركيا تحاول الولوج من خلاله بالاندماج في الاتحاد الأوروبي وتطلب الانصياع إلى مطالب كثيرة وعديدة وتنازلات سيادية أيضاً مما جعل حكومة أردوغان تصرف النظر عنه في الوقت الراهن. وأرى أن دول الخليج لن تستطيع أن تلجه كذلك ما لم تحقق المدخل الثالث الآتي ذكره أولاً وهو الإصلاح السياسي. ثالثاً: المدخل السياسي الديمقراطي: وهو ما نجحت دول أوروبا الشرقية في الولوج من خلاله بتطبيق العديد من الإصلاحات السياسية ومراعاة حقوق الإنسان وبناء المؤسسات الديمقراطية. هذه هي المداخل الحتمية للاتساق مع العصر. ما لم تع الإرادة الإنسانية في دولنا الخليجية ذلك لا يمكن أن يحدث تطور، وكل ما يمكن أن يقوم هو تغير في الشكل والأشخاص والإطار الديكوري العام. ولكن أي هذه المداخل أنسب وأقرب إلى مجلس التعاون للولوج من خلاله داخل النظام العالمي الجديد، بلا شك أنه ليس المدخل الأول العسكري، ولكنه بالضرورة أولاً المدخل السياسي الديمقراطي استعداداً لبناء القاعدة الاقتصادية نحو التكامل، وربما الاتحاد الخليجي الاقتصادي. [email protected]