12 سبتمبر 2025
تسجيلمتى تُحل أزمة اليمن؟! وأنا هنا لا أريد إجابة محددة لكني أريد من يقرب لي الإجابة أو يقدم جدولا زمنيا لانحسار هذه الغمة التي تثقل كاهل وعافية اليمنيين بل وحياتهم منذ سنين وتحديدا منذ عام 2011، حينما ثار اليمنيون على حكم صالح لكنهم لم يتخيروا جيدا مسار ثورتهم والذي كان في ذلك الوقت عبارة عن رياح عصفت ببعض الدول العربية ضمن موجة الربيع العربي نجحت إحداها في تونس بينما فشلت في باقي الدول التي أرادت أن يزهر (الياسمين التونسي) على أرضها أيضا مثل اليمن الذي تلاشى مسمى الدولة الواحدة فيها أو سوريا التي تئن مثخنة الجراح حتى الآن ومثلهما ليبيا التي تتأرجح بين سقوط العاصمة بيد المتمرد حفتر وبين صمودها تحت حكم الوفاق الوطني المدعوم دوليا مرورا بمصر التي خرجت من ثورة الإطاحة بمبارك لتدخل فترة قصيرة من بوابة الانتخاب الديمقراطي ليسقطها السيسي في حفرة العسكر المظلمة بعصا الترهيب والاعتقال والدم ولتظل هذه الدول حتى الآن تراوح مكانها بين مفهوم الثورة السلمية التي كان يجب أن تصل بها إلى بر الأمان وبين الفوضى التي غمرتها وجعلتها تعض أصابعها ندما على بداياتها غير محسوبة الخطوات!. اليمن كان من بين هذه الدول التي سارت وراء (موضة) الثورات وأذكر أنني حينها عبرت عن رأيي في أن اليمن يختلف عن مصر وتونس نظاما ومجتمعا وكان يجب أن تكون خطوة الثورة لديه مدروسة بصورة أفضل عما بدأ بها لأنه مجتمع قبلي، وهذا يعطي صورة للبلاد على أن كل قبيلة فيه هي دولة بحد ذاتها ولذا كان من الصعب أن تتفق كل تيارات اليمن مع الثورة المضادة، أو ألا يستغل إحداها حالة الفوضى العارمة التي تزامنت معها أو أعقبتها لصب الزيت على النار، وعليه اتجهت اليمن رويدا رويدا للشتات الذي زاد منه ضعف حكومة هادي واهتزاز ذمم أعضاء حكومته التي لم تكن كلها على قلب واحد في إنقاذ اليمن مما هو فيه، وكلها أمور مكنت الحوثيين من التسلل إلى قلب العاصمة الرئيسية صنعاء حتى وصلوا إلى عدن وباقي المحافظات الكبرى، مما جعل هادي وحكومته تفر إلى الرياض طلبا للمساعدة التي أتته سريعا وتم إنشاء تحالف خليجي عربي كانت مهمته إعادة السلطة اليمنية الشرعية إلى قلب القصر الرئاسي بوسط صنعاء وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وبالفعل انطلقت أولى غارات التحالف في فجر الخامس عشر من مارس 2015 وتأمل كثيرون أن تستطيع عاصفة الحزم والعزم أن تعيد الحوثيين إلى مغاراتهم في جبال صعده لكن تأتي رياح العاصفة بما لم تشته سفن الحوثيين الذين صمدوا وكلف صمودهم وتحديهم ودفاعاتهم اليمن غاليا لأن العاصفة استمرت واحتلال الحوثيين وإن كان قد انحسر عن عدن ومحافظات الجنوب اليمني، إلا أن قوة أكثر احتلالا ووحشية وعداء لليمن قد وضعت يدها الآثمة عليها وهي الإمارات التي من المفترض أنها شريكة في تحرير اليمن، لكنها غدت محتلة وتعيث في جذور تاريخ اليمن عبثا وفسادا وسرقة وتشويها وقتلا واستهداف كل من يقف في وجهها. وهذا ما ظهر جليا في عمليات اغتيال أئمة مساجد عدن وخطبائها على أيدي ميليشيات أبوظبي وعصاباتها المقنعة على مداخل ومخارج جنوب اليمن، بينما يقبع الشمال في أتون الحوثي ونيران التحالف وسط مخاوف دولية إنسانية تتكرر وتجدد تصريحاتها بأن اليمن سيكون خلال فترة بسيطة من الآن تحت سياط أكبر مجاعة إنسانية في العهد الحديث وأن نحو 3 ملايين طفل سيكونون عرضة للموت بسبب الجوع والأوبئة القاتلة، منوهة بأن فيروس كورونا والكوليرا أشد فتكا اليوم بأطفال اليمن وشيوخهم وأصحاب الأمراض المزمنة منهم وذوي المناعة الضعيفة فيهم، فهل سيبقى اليمن بهذا الحال تحيطه من الدول من يعتبره بالبلد الشقيق المجاور؟! هل ستظل بوابة الجزيرة الجنوبية بهذا الوضع المؤلم وحولها من يمكن أن يجتهدوا لحل أزمتها باعتبارهم جزءاً من هذه الأزمة إن صح التعبير؟! ولكن يؤسفنا إنه سيظل اليمن على ما هو عليه مادام العبء ملقى على كاهل الأمم المتحدة المثقلة بآلاف القضايا المعلقة في إيجاد حل له، بينما الحل يمكن أن يكون قريبا وكفى الله بلد بلقيس شر الشتات والضياع والموت والتشويه والفرقة والتغريب والفناء!. [email protected] ebtesam777@