17 سبتمبر 2025

تسجيل

أوقفوا جشع تجار (سناب شات)!

24 نوفمبر 2020

أثار تحقيق صحفي أجرته إحدى الصحف المحلية قضية مهمة للغاية بدأت ظاهرتها تتفشى وتلقي بظلالها على المجتمع؛ وهي المتعلقة بأعمال وممارسات غالبية "مشاهير السوشال ميديا" ومطالبة الكثير من المواطنين والمختصين وأصحاب الشركات الجهات المختصة بالدولة بعمل "رقابة" أو "ضبط" لوسائل الترويج التي يقوم بها هؤلاء المشاهير، على اعتبار أن عملية الترويج للسلعة أو المنتج أو المطعم أو الفندق أو صالون التجميل أو غيرها تتم بطريقة عشوائية وغير منظمة ويكون جوهر الدعاية هو إقناع المتابعين بشراء السلعة أو المنتج المعلن أو زيارة الموقع المروج له من قبل هؤلاء المشاهير. ولأن "المصداقية" غالباً ما تكون غائبة عند هؤلاء المشاهير من خلال طريقة ترويجهم وأساليب "الإقناع" التي قد تصل إلى حد إعطاء المنتج أو السلعة تقديراً غير عقلاني وقد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فإنه بات من الضروري أن يكون هناك تدخل فوري وضبط حازم لهذه الإعلانات والدعايات التي تُزيّف الواقع وتُشعر المستهلكين أو المتابعين بأنهم "دُمى" أو "أصحاب عقول خاوية" عند شرائهم لما يروج له هؤلاء المشاهير! ومن المعيب على أي متابع لهذه النوعية من "تجار السناب شات" أن تنطلي عليه هذه الدعايات والإعلانات وهو يعلم بأنهم لم يحترموا عقولهم وإدراكهم ويظل متابعاً لهم ويستمر في تحقيق شهرته على حسابهم، ولو تمعنوا جيداً فيما يقدمونه من محتوى في حساباتهم وما يعرضونه من مواضيع بعضها للأسف لا تحترم ذائقة ولا أخلاقيات متابعيهم، بل البعض منهم وصل به إلى التمادي في عدم احترام متابعيه في إطلاق عبارات أو مقاطع "مبتذلة" لا ترتقي إلى المستوى الذي وصل إليه من خلال متابعة مئات أو عشرات آلاف المتابعين له! ولأننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من "الغث والسمين" على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص في "سناب شات" فهذا مؤشر خطير بـ"نكسة" و "انحدار" في المجتمع طالما "تسيّد" أو "قاد" هؤلاء المشاهير للمشهد الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي وكانوا مؤثرين على أفراد المجتمع وأصبحوا قدوات للجيل الحالي والأجيال القادمة الذين من السهل أن "تُبهرهم" أساليبهم وطريقة حياتهم طالما أنه لا يوجد من يوقف كباح جماح طمعهم للوصول إلى المال والشهرة على حساب المصداقية والقيم والمبادئ المجتمعية. وحتى لا يظن أحد بأنني متحامل على مشاهير السوشال ميديا؛ فإنني لا أنكر أبداً جهود عدد من المشاهير لدينا ونكن لهم الاحترام والتقدير ونفخر بما يقدمونه من محتوى راقٍ يضع أولويات المجتمع على رأس اهتماماته ويحترم عقول متابعيه، ولكنهم للأسف قليل ما هم ويُعدّون على الأصابع، وهم الأكثر سخطاً وقناعة بأن المشاهير الذين تكلمنا عنهم يشكلون عبئاً على الوطن والمجتمع ومصدر تشويه لسمعتهم أمام الدول والمجتمعات الأخرى! فاصلة أخيرة المبالغ الفلكية التي يتلقاها بعض "مشاهير الفَلَسْ" تجعلنا نقتنع بأننا نعيش في زمن غريب الأطوار الكلمة فيها لـ" المخادع" و "عديم المصداقية"؛ والضحية "قطيع" من السُذّج!! [email protected]