11 أكتوبر 2025

تسجيل

أمهات اليوم.. وطفل الغد

24 نوفمبر 2019

طفل صغير قد لا يتجاوز عمره السنة تحمله المربية وتسحب في يدها الثانية طفلة قد تعدت السنتين بقليل وتحلم أن تتوازن معهما، تصرخ الطفلة تريد شيئا من الحلوى تسحبها المربية بعيدا وهي تصرخ ، تقترب من الأم التي تجلس مع صويحباتها تأكل وتشرب وتصرخ على الخادمة لتبعد الأطفال عنها حتى لا تنزعج ، وتبتعد المربية التي لا حول لها ولا قوة ، حاولت التدخل ولكن خشيت من رد فعل لا أحتمله !! نعم هذه نموذج بسيط من بعض أمهات هذه الأيام ، اعتبرن مسئولية الأطفال صعبة فألقوها على المربية ، ومسئولية البيت ورعاية الأسرة أصعب فكان الحل الخدم وما أكثرهم في البيت الواحد ،أطفال صغار يلعبون مع المربية في المجمعات وآخرون نراهم في المستوصفات مرضى اصطحبتهم المربية والسائق ! أمهات فهمن الزواج خطأ ،فهو في نظرهن حفلة ضخمة في أفخم الفنادق وليلة للخطبة وأخرى للحناء وليلة الزفاف التي ترتدي فيها أغلى الأثواب وتتهادى على أنغام الموسيقى و( هب السعد ) ومن ثم شهر العسل ،ويتناسين الهدف الحقيقي لمعنى الزواج وتكوين أسرة وتربية أطفال ومسئولية وزوج ، فهذه أمور هناك من سوف يؤديها عنها . وهي بعد ذلك غائبة عن كل ذلك ، وإن كتب لها الله أن تنجب طفلًا ،فإنها ستعد ما غلا ثمنه لاستقباله وسوف تشتري أفخم أنواع الحلوى والتوزيعات للزائرين ،ومن ثم ستتركه للمربية فهي أدرى بالرعاية ، وستواصل حياتها مع صديقاتها ومع تبضعها في المجمعات . وقد يتساءل البعض عن دور بعض الرجال ونقول للأسف إن هذه الأيام توارى ذلك الدور فهم مشغولون أيضا وبعيدون عن دورهم ويتحاشون الدخول في مشاحنات قد تأخذ من وقتهم . ولكن لابد من الاستيقاظ من الغفوة والسبات وإدراك أن هناك جيلا يحتاج تربية ورعاية في عالم أصبح من الصعوبة بمكان معرفة ما هو الصواب وما هو الخطأ ودخلت علينا عوالم بعيدة عن معطياتنا التي تعلمناها سابقا في الدين والأخلاق والقيم، أصبحنا نسير ونحن نتوخى السقوط دون أن نعلم ، والأطفال هم المستقبل لهذا البلد فلابد من الانتباه إليهم ، فالمدارس الراقية والماركات العالمية في اللبس وبوجود المربيات والخدم لن تخلق جيلا واعيا مدركا لما يدور حوله من العديد من المعطيات وقادر على المشاركة في نمو مجتمعه ونهضته معتمدا على نفسه عارفًا بما يحتاج إليه وطنه، وبذلك نعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من السير في طرق غير واضحة بالتعاون ما بين الوالدين ومؤسسات المجتمع التي لابد لها من إيجاد برامج لتوعية الوالدين وحديثي الزواج والمقبلين على الزواج ، ويا حبذا لو تكون هناك دورات لهؤلاء تفرض عليهم وتقدم شهاداتها مع الفحص الطبي عند عقد القران .!! [email protected]