لماذا يشكو الناس فقدانهم السعادة؟

(حينما ينغلق أمامك باب الأمل.. لا تتوقف لتبكي أمامه طويلاً؛ لأنّ في هذه اللحظة انفتح خلفك ألف باب تنتظر أن تلتفت إليها) هذه حكمة صينية تصلح كثيرا لحل مشاكلنا المعاصرة التي تنبع من دواخلنا، فمشاكل الحياة كثيرة وما أكثر مَن يشكون افتقادهم للسعادة، بل هناك مَن لم يذق للسعادة طعماً، برغم ما يمتلك من مالٍ وقصور، وخدم وحشم، وغير ذلك من زُخرف الدنيا ومتاعها، وما حدث ذلك كلّه إلا بسبب أنّ الناس في حياتهم ضلوا الطريق.هناك من الناس مَن يشعر بأنّ سعادته في أن يتزوج النساء ومنهم مَن يظن أنّ سعادته في إنجاب البنين والبنات، ومنهم من يعتقد أنّ سعادته في القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، ومنهم مَن يحسب أنّ السعادة في السيارات الفارهة والخيل المسوّمة، بيد أنّ هؤلاء جميعاً لم يعرفوا مصدر السعادة ولا الطريق إليها.يشير علماء النفس والأطباء النفسيون إلى أنّ معنى السعادة: (شعور نفسي لدى الإنسان بالرِّضا)، وبناءً على معنى السعادة هذا نستطيع أن نؤكِّد أنّ السعادة تنبعث وتنبع من دواخلنا ولا تأتينا من الخارج، فكل فرد لديه شيء او اشياء خاصة به تجعله سعيدا، وفي نهاية المطاف سندرك أن السعادة القلبية لا تتيسر من الأشياء المادية.لدي قناعة استخلصتها من تجاربي الذاتية ومن مخالطتي لبعض الآباء ممن يتصفون بالحكمة ويعرفون سر السعادة، ونتيجة ذلك فانا أتمنى أن يعي الناس أن شريكة الحياة والاخوة والاخوات والرفاق والاصدقاء الذين تنادمهم وتضحك معهم، هم هؤلاء مصدر السعادة بأحلى معانيها.من تجارب الحياة تعلمنا انه كلما تقدمنا في السن كلما زدنا رشدا وأدركنا على مهل أننا إذا لبسنا ساعة ب 3000 ريال أو ب 30000 الف ريال فان كليهما يعطيانك نفس التوقيت .. أو إذا امتلكنا محفظة نقود سعرها 300 ريال أو سعرها 3000 ريال فما بداخلها هو نفس المصروف الذي قدرته، أو إذا عشت في مسكن مساحته 300 أو 3000 متر مربع فان مستوى الشعور بالوحدة واحد، ايضا من تجارب الحياة انك عند ركوبك مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية فإنك تحط الرحال مع هبوط الطائرة عند وصولها مع جميع الركاب.استخلص من كل ذلك مجموعة حقائق مجربة اود نقلها لقرائنا الاعزاء اليوم ولا مناص منها في الحياة، الاهم في هذه الحقائق الا تحث أولادك أن يكونوا اغنياء بل علمهم كيف يكونون سعداء وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها.من الامور التي يشجع عليها الحكماء في هذا الشأن ان تعلم ان من يحبك لن يتخلى عنك فحتى لو كان له 100 سبب لهجرانك فإنه سيجد سببا واحدا للتمسك بك والبقاء إلى جانبك، وان هناك فرقا كبيرا بين أن توجد كإنسان وبين أن تعيش كإنسان، والقليل من الناس هم الذين يدركون ذلك.اضيف ايضا حكمة في اطار اكتساب السعادة بان هناك أحبابا لك عند ولادتك، وان هناك أحبابا لك عند وفاتك وبين هذا وذاك عليك أن تحسن التصرف في اكتساب المحبين، واخيرا إذا كان مقصدك أن تمشي سريعا فامش وحدك، أما إذا أردت أن تسير إلى أبعد مدى فعليك اختيار الاصحاب. وهنا تكمن سر السعادة وسلامتكم