28 أكتوبر 2025

تسجيل

ما بعد حملة كلنا (نشوفك) المنسية

24 نوفمبر 2014

بدت حملة/كلنا نشوفك/ التحذيرية التوعوية كما أراد لها مؤسسوها وكأنها في عداد النسيان بعد الحملة التي رافقت تدشينها من قبل بلدية الدوحة واستبقت النتائج وركزت توجهها بأن تكون حملة للحد من ظاهرة غير حضارية منتشرة في شوارع الدوحة، تتمثل في قيام سائقي المركبات بإلقاء النفايات والبصق في الشارع، خصوصا أثناء فترات التوقف عند الإشارات المرورية، وأنهم لها بالمرصاد. شعارات حملة "كلنا نشوفك" ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت لوحات إعلانية وهددت بغرامة مالية لمن يقومون برمي النفايات أو البصق في الأماكن العامة، مما كان له أثره في اختفاء هذه الظاهرة من شوارع الدوحة مؤقتا، فكان إطلاق الحملة نبيلا حيث لم يكن التركيز على الغرامات المالية بقدر ما كان التركيز على جانب زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وعلى الأماكن العامة نظيفة، لو أن التركيز على جانب الغرامات المالية نجح أيضا، بحسب قانون النظافة العامة، الحملة رغم أهمية أهدافها إلا أن الجمهور لم يلمس شيئا من الشعارات وثبت أنها لم تحقق النجاح المأمول، وشابها بعض القصور واتسمت بالضعف في معظم نواحيها، ونضم صوتنا مع المنتقدين لها لأننا في الحقيقة لم نع جيدا كنه الحملة لعدم وضوح رسالتها مما جعلها تفقد أهميتها، وحتى الإعلانات الاستباقية التي انتشرت في شوارع الدوحة لم تكن مقنعة بالدرجة التي نثق في إمكانية نجاحها وتطبيقها لأنها لم تقدم شرحا عن فحوى الحملة ولم تبين أهدافها. لم نشاهد خلال إطلاق الحملة سوى كلام وصور ورسومات كرتونية لم تكن معبرة عن روح الحملة وغير مفهومة، وهي موجهة إلى القطريين والمقيمين العرب وإغفال الجاليات الأخرى التي هي في الحقيقة مصدر الإزعاج في عدم الالتزام بالنظافة العامة فالحملة خلت من اللغات الأوردية والفلبينية والإنجليزية التي يتحدث بها كثير من الوافدين وتفهمها كثير من الجاليات وبالتالي لم يستفيدوا من الحملة رغم أنها يجب أن تكون موجهة أساسا للعمالة الوافدة. حملة "كلنا نشوفك" نجحت بشكل كبير في جذب انتباه المواطنين بأهمية المحافظة على نظافة الشوارع وعدم إلقاء المخلفات في الأماكن العامة، إلا أن هذه المطالب تصب في مناحي أخرى هامة وهي التي يجب التركيز عليها، فهذه النوعية من الحملات التي يجب أن تكون مصحوبة بآليات تنفيذ مثل تسيير حملات من المفتشين والمراقبين لتنفيذ قانون النظافة العامة وتطبيق عقوباته على المخالفين لأن التوعية النظرية وحدها لا تكفي. الهدف من الحملة جيد والفكرة رائعة لكن التنفيذ بحاجة لمزيد من التفعيل لكي تصل الرسالة إلى الجمهور المستهدف منها فتوقعنا مع بداية انطلاق الحملة أن الجماعة مقدمين على توسيع نطاق الحملة لتشمل كافة أماكن سكن العمال والأحياء الداخلية والحدائق العامة والمراكز التجارية وأن يجري استطلاع للرأي من وقت لآخر للجمهور المستهدف من أجل التأكد من نجاح الحملة وكيفية تفعيل دورها. سوف تمتد الحملة وفق القائمون عليها ثلاث سنوات فاعذرونا إن كنا استعجلنا الحكم وهي في شهورها الأولى ولكننا من باب المصلحة العامة نأمل أن تتطور آلية التنفيذ ونرى في القريب العاجل برامج حيوية وعقوبات صارمة لمعالجة الممارسات السلبية التي تؤثر على نظافة وجمال الشوارع والأماكن العامة، وتعريفنا أولا بأول. وسلامتكم