12 سبتمبر 2025

تسجيل

مهرجان المحامل التقليدية

24 نوفمبر 2013

تابعت كما تابع غيري من الجمهور فعاليات مهرجان المحامل التقليدية وقد اختتم يوم أمس على شاطئ كتارا بعد أيام من تقديم المعرفة على النشاط البحري الذي كان سائدا في حقبة زمنية معينة اختفت بسبب التطور الحضاري الذي تعيشه دول المنطقة ومنها قطر، إلا أن فكرة مؤسسة لحي الثقافي كتارا في إقامة المهرجان وهو الآن في دورته الثالثة لاشك أن شهد تطور في الفعاليات ولعل أهمها إطلاق رحلة فتح الخير لبنادر الخليج والتي تهدف لتعليم النشء الجديد كيفية التنقل والسفر من خلال المحامل الشراعية وتعزيز التاريخ القطري. وتعد هذه الرحلة الأولى من نوعها في المنطقة بعد توافر سبل التنقل الحديثة وصعوبة توفر المحامل الشراعية القادرة على استيعاب مثل هذه الرحلات وتوفر مجموعة من الشباب ذوي الخبرة و«فتح الخير» برحلتها إلى تلك البنادر تعيد ذلك التاريخ البحري الحافل بالنشاط والعطاء وربط عودتها في الثامن عشر من ديسمبر المقبل والذي يصادف الاحتفالات الكبرى باليوم الوطني للدولة لهو أمر يسجل للمؤسسة التي أعادت للتراث البحري الكثير من التوهج بما قدم من فعاليات خلال تلك الأيام التي أقيمت فيها الفعاليات.  إن مهرجان كتارا للمحامل التقليدية 2013، والذي يجسد ويوثق العلاقة بين عراقة الماضي وروعة الحاضر، يمثل الثقافة القطرية الأصيلة بأبهى صورها وأشكالها، إذ يهدف حسب، تعبير الدكتور السليطي، إلى العودة لتاريخ الأجداد وتأصيل الماضي، ويحث على الاهتمام بتراثنا الشعبي ورعايته، لإعطاء صورة حية عن الحياة القطرية البحرية القديمة عبر إبراز كل معانيها ومفرداتها الفنية والثقافية والشعبية، فضلا عن كونه يشكل مرجعاً تربوياً مهماً من خلال تعليم وتثقيف الأجيال الجديدة بتراث أجدادهم الزاخر بالقيم الحضارية، وتعريفهم بأن حياة الرفاهية والرغد التي يعيشونها اليوم، ما هي إلا ثمرة طريق طويل سلكه هؤلاء الرجال العظام من المخاطر والصعاب والمشقة، وتغلبهم عليها بالاجتهاد والجد والتعب والكفاح، وإتاحة فرصة ثمينة ونادرة أمام جمهور كتارا الواسع المتعدد الأطياف، لإلقاء نظرة مشرقة على عاداتنا وتقاليدنا التي نزهو بها، ويحكي لهم قصص أجدادنا الرائعة والمثيرة للإعجاب. وخلال تواجدي في موقع المهرجان ناقلا ومسجلا لجميع الفعاليات كنت أحرص على أن يكون المتواجدون معي قد قدموا تلك المعلومات لأطفالهم حتى يتعرفوا على ذلك الجهد الذي بذل من قبل أجدادهم ولعل معرض الفنان الراحل جاسم زيني سرادله البحر هو من المعارض المهمة للتعريف بمدى أهمية التوثيق الفني والثقافي عبر الفنون وعبر ريشة الفنان فهو وثق عبر عمله الفني كل هؤلاء النواخدة والطواويش وكان أهالي هؤلاء يعرفون أبناءهم بدور أجدادهم في البحر مثل هذه المعلومات جيل اليوم في حاجة للتعرف على هذه الجوانب المضيئة في حيان الإنسان القطري، أما جهود الكلاليف عبر هذه المحامل المميزة لدولة قطر فإن المهرجان أبرز هذا الجانب التاريخي المهم والذي كاد ينسى أو يتناسى، فشكرا لكتارا على هذا المهرجان المميز وألف شكر لكل من عمل فيه.