13 سبتمبر 2025
تسجيلعندما أراد القائد البطل صلاح الدين الأيوبي أن يحرر الأقصى لم يتحقق له ما أراده بسبب ظروف الأمة حينها، فقد كانت الدولة العباسية قد تجزأت إلى عدة دويلات، فكان الفاطميون يحكمون مصر ويدعون لخلفائهم على منابر المساجد ولا يعترفون بخلافة العباسيين، وكان الصليبيون يحتلون الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من آسيا الصغرى إلى شبه جزيرة سيناء، والأتابكة يسيطرون على شمال العراق وسوريا. لم يكن لصلاح الدين أن يواجه الصليبيين ويحرر الأقصى من براثنهم إلا عندما زال حكم الفاطميين في مصر، ففي الأول من صفر سنة 565 هـ حاصر الصليبيون مدينة دمياط فأرسل صلاح الدين قواته بقيادة شهاب الدين محمود وابن أخيه تقي الدين عمر، وأرسل إلى نور الدين زنكي في الشام يشكو ما هم فيه من المخافة قائلاً: « إن تأخرت عن دمياط ملكها الإفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها بالشر، وخرجوا من طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج أمامي، فلا يبقى لنا باقية «، وقال نور الدين زنكي في ذلك: « إني لأستحي من الله أن أبتسم والمسلمون محاصرون « !! فكيف هو حال زعماء هذه الأمة في زماننا هذا وليس فيهم من يستحي من الله أن يبتسم وهو يرى شعباً شقيقاً يُقتّل وتستباح حرماته ويُحاصر ويتعرض للقصف من السماء والأرض والبحر وترتكب في حقه المجازر وهو متبلّد المشاعر، ووصل البعض منهم أن يتبادل الاتصالات والمشاعر الجياشة تجاه الكيان الصهيوني المحتل ويسعى لتوطيد علاقات بلاده في عز القصف على غزة، فأين ذهبت النخوة والمروءة من هؤلاء الحكام ؟!! بل وصل الأمر بزعيم أكبر دولة كان ينبغي أن تكون له وقفة صارمة أمام العدو الصهيوني، أن يقترح على المحتل إن أراد أن يُهجّر شعب غزة بأن يُهجرهم إلى صحراء النقب حتى يتمكن جيش الكيان من القضاء على حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة. فاصلة أخيرة نعم نحن الشعوب العربية مغلوبون على أمرنا فيما يتعلق بما يحدث لأهلنا في غزة من حرب ظالمة، ولكننا نملك أسلحة لا يُستهان بها أولها الدعاء ثم الصدح بالمواقف المناصرة لإخواننا على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وأيضاً مقاطعة كل المنتجات التي تدعم شركاتها الكيان الصهيوني، فلا تبخلوا على إخوانكم !.