17 سبتمبر 2025
تسجيلوأنا أتابع أحداث طوفان الأقصى وما تتناقله منصات التواصل الاجتماعي ويرسله الأصدقاء وأخوة لنا في غزة عبر تطبيق الواتساب، وما نشاهده يومياً عبر نشرات الأخبار العاجلة يجعلني أقف عاجزة عن كتابة حروف تناسب الحدث بل الكارثة الإنسانية التي يمر بها العالم اليوم، أو التعبير عن استياء لما يتعرض له أهلنا في فلسطين للحفاظ على القضية الأولى، قضيتنا المشروعة للحفاظ عن الأرض والمبدأ. ماذا أقول وأنا أتابع عددا من المتطوعين في غزة وهم يبادرون في رسم الأمل رغم الألم في نفوس الأطفال فيتطوع محمد ورفاقه لتنظيم يوم ترفيهي لأطفال مستشفى المعمداني، لتأتيهم القذائف الصهيونية الطاغية بلا موعد مسبق، وتقتل ما تبقى من فرحة وتقضي على الضحكات والألعاب والأطفال والمتطوعين والطاقم الطبي والأجهزة وتحول المكان لركام أحلام. ماذا أقول وها هي دانة ابنة العاشرة تأخذ دور الأم فتحتوي من تبقى من أفراد عائلتها، وتربت على كتف أخيها الذي يكبرها بالعمر لتقول له لا تحزن إن الله معنا، من علَّم هذه الطفلة أن لا تحزن، وأن تصبر، وأن تُصبر من حولها في وقت يعيش من هم في عمرها في الجانب الآخر من العالم في أحضان عائلاتهم وبين ألعابهم وعلب الحلوى وفي صفوف المدارس، ما الذنب الذي اقترفته الصغيرة لتفقد هذه الطفولة وتكبر وتكبر معها أيضاً مسؤوليتها للذود عن الوطن والأهل، إلا أنها ابنة بذرة طيبة مباركة من أرض فلسطين. ماذا أقول وأنا أعلم أن 70 % من سكان قطاع غزة باتوا نازحين، فمئات الآلاف منهم لا ينامون في بيوتهم ولا على أسِرتهم ولا بين أهليهم، مئات الآلاف لا يحظون بتناول وجبتهم التي اعتادوا عليها، ومئات الآلاف يتوقون للحصول على ماء للاستحمام، تخيلوا معي بأن مدينة نصف بيوتها باتت غير صالحة للسكن. ماذا أقول وها هم أطفال غزة يكتبون وصاياهم بدل أن يرسموا منظر الحديقة على ورقة بيضاء؟!، من أين يأتون بألوان الحياة الزاهية وهم اعتادوا على رؤية لون الدماء، والحريق والرماد من حولهم، وباتت أصوات الانفجارات وتساقط القنابل بديلة عن صوت جرس المدرسة الذي يعلن وقت الفسحة؟! من أين تأتي الفسحة وهم يتوقون فقط لفسحة أمل لتعود لهم مدارسهم ومنازلهم وساحات اللعب وإن رحل عنهم الأصحاب؟!. ماذا أقول وأنا أقرأ تغريدة للأديبة والروائية التي استشهدت مؤخراً هبة أبوندى تقول فيها إذا متنا اعلموا أننا راضون وثابتون وبَلِّغوا عنا أننا أصحاب حق، رحلت هبة تاركة أثرا طيبا وإرثا يصعب أن يضيعه عاقل، حروف عبرت فيها عن أصالة أرض، وحق شعب أبسط حقوقه أن يعيش بسلام. ماذا أقول وأنا أقرأ حروف محمود درويش (أيها الأحياء تحت الأرض عودوا، فالناس فوق الأرض قد ماتوا) وكأنه ينقل حال رؤساء دول هم الأقرب جغرافياً من فلسطين الأبعد مسؤولية عن حمل الأمانة. فيا أهل فلسطين إن النصر قريب بإذن الله، زملوا أجساد أطفالكم التي ترتجف خوفاً من أصوات القذائف اللعينة، وطمئنوا قلوب أمهاتكم بأن من فقدوا في جنة عرضها السماوات والأرض، وأننا وإن قلت الحيلة فإن دعواتنا لكم، اللهم كن لأهلنا في غزة عوناً ونصيراً. ودمتم بسلام.