12 سبتمبر 2025

تسجيل

لا نفع في سحب ورعود لا تسقط المطر

24 أكتوبر 2023

من أجل غزة العزة وما يصيبها من تدمير شامل تداعت الدول لتبرئة ذمتها مما يحيق بقطاع غزة من حرب ابادة شاملة شملت الانسان والحيوان والنبات، تشنها القوات المسلحة الإسرائيلية بدعم أمريكي فاضح، من اجل ذلك عقدت المؤتمرات ( منظمة العمل الاسلامي، مجلس التعاون الخليجي ومنظمة آسيان، مؤتمر قمة عقد في القاهرة جمع جميع المتناقضات « قمم قمم م. ض. لها نغم « كما قال مظفر النواب، القيت في هذه المؤتمرات خطابات تلهب المشاعر، تلاها اصدار بيانات ختامية بلغة منمقة جيدة الصياغة لكنها بلا مضمون. قمة مجلس التعاون والآسيان تدعو لوقف دائم لاطلاق النار في غزة، كما اعربوا عن بالغ قلقهم حيال تطور الأوضاع قي غزة ومنطقة الشرق الأوسط، وطالبوا بالافراج عن المعتقلين المدنيين. منظمة التعاون الإسلامي على المستوى الوزاري انعقد في جدة في 19 /‏10 بيانه الختامي تضمن تنديدا بالحصانة الممنوحة لـ « إسرائيل « وتدعو لمحاسبتها على جرائم الحرب المرتكبة في غزة. من يا ترى يحاسب إسرائيل اذا كان اكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية لم يستطيعوا اتخاذ قرار بمعاقبة إسرائيل وأضعف قرار يمكن اتخاذه منع مرور الطائرات الإسرائيلية في اجواء دول منظمة التعاون الإسلامي وسحب سفراء الدول المطبعة مع إسرائيل وطرد سفراء إسرائيل في تلك الدول. والحق انها رعود صوتية غير مجدية لا نفع فيها كرعود وبروق لا تسقط المطر. قمة القاهرة المنعقدة في 21 /‏10 وشارك فيه وزراء خارجية من دول أوروبية ولم يصدر بيان عن ذلك المؤتمر، لان الأوروبيين وامريكا اصروا على ادانة حماس على ما تفعل كما تقول الاخبار المسربة، كان بودي ان يقتطع الرئيس المصري بضع دقائق من وقت المؤتمر لعرض فيلم عن الجرائم الإسرائيلية ضد الانسان في الضفة وغزة العزة ليشاهد الوزراء الأجانب بام أعينهم ما تفعله إسرائيل بالمدنيين الفلسطينيين. (2) يلاحظ من كل التصريحات الرسمية العربية وكذلك الصادرة عن مؤتمرات أو اجتماعات ثنائية بين زعيم عربي وأجنبي الإصرار على اطلاق سراح المدنيين والمعتقلين فورا وبدون شروط ــ والمقصود بذلك الذين تتحفظ عليهم حركة حماس في غزة ــ لم تذكر البيانات الختامية العربية والإسلامية والسلطة العباسية في رام الله أي كلمة عن المدنيين الذين اعتقلتهم إسرائيل في الضفة الغربية وقد بلغ عددهم اكثر من الف انسان فلسطيني منذ السابع من أكتوبر الحالي وحتى هذا اليوم، كما ان البيانات العربية والإسلامية لا تذكر ان إسرائيل تعتقل اكثر من 4000 اسير فلسطيني منهم شباب دون سن الرشد ونساء وشيوخ ولا احد يذكرهم في بياناته. الملاحظ أيضا في جميع البيانات العربية والإسلامية وكذلك الثنائية التي تصدر عن لقاء زعماء عرب بقيادات اجنبية انها تدين بعض الاعمال التي تقوم بها إسرائيل والصحيح ان تدين الفاعل وهي دولة إسرائيل وليس ادانة الفعل وشتان بين النصين ادانة الفعل وليس الفاعل. (3) عندما حدث النزاع المسلح بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا في 2022 تداعت الدول الغربية دون استثناء الى جانب الولايات المتحدة الامريكية لنصرة أوكرانيا وارسلت تلك الدول الغربية مساعدات عسكرية عالية التقنية لمواجهة الآلة العسكرية الروسية، وقدمت أموالا ضخمة لحكومة أوكرانيا بينما الاعتداء على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لم يهز العواصم العربية ولم يستثر النخوة العربية والإسلامية فتُرك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره بمفرده حتى ان السلطة العباسية في رام الله تأخذ توجيهاتها من وزير الخارجية الأمريكي بلينكن «بضبط الضفة الغربية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي « ووُعِد عباس بانه بعد الحرب الحالية على غزة ستعيد أمريكا بحث القضية الفلسطينية « وهذا يذكرنا بما فعل المبعوث الأمريكي فلب حبيب مع ياسر عرفات ابان حصار بيروت عام 1982 وما نتج عن وعوده أَخْرِجوا الفلسطينيين من لبنان وشتتوا شملهم خارج جغرافية بلاد الشام. اليوم تمارس الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية ضغوطهم على مصر والأردن والعراق على قبول تهجير الفلسطينيين « اهل غزة» الى سيناء والانبار والأردن على ان تسدد ديون مصر كلها ويتم تمويل عملية التهجير والتوطين في تلك البقع الجغرافية من قبل الدول الخليجية يقابل ذلك ممانعة ولا أقول الرفض العربي المطلق لمشروع التهجير الى خارج حدود قطاع غزة. يقول الرئيس المصري السيسي يمكن لإسرائيل تهجير الفلسطينيين الى صحراء النقب التي تسيطر عليها إسرائيل الى ان تتم تصفية المقاومة في غزة ثم اعادتهم الى غزة مرة أخرى. السؤال هل يليق بزعيم اكبر دولة عربية جمهورية مصر ان يقول بهذا الكلام ؟!! (4) الآلام تعتصر قلوبنا والاحزان تمزقنا على الخسائر البشرية والمادية التي تلحق بأهلنا في غزة والضفة الغربية جراء العدوان الصهيو/‏ امريكي والتأييد الغربي لذلك العدوان، لكن هذا قدرنا فنيل الحرية والاستقلال ودحر العدوان وحماية الأوطان تحتاج الى تضحيات، الجزائر مثلا كي تنال استقلالها وتحرير ارضها كانت تضحيات الشعب الجزائري كبيرة الى جانب استشهاد مليون جزائري هناك خسائر مادية وجراح عميقة بعضها ما برح ماثلا للعيان، تحرير فيتنام 1975م كانت خسائر الشعب الفيتنامي 2 مليون قتيل، و3 ملايين جريح و12 مليون لاجيء وكان النصر للشعب الفيتنامي، نال استقلاله وحريته. تحرير روسيا من الاحتلال النازي وقع اكثر من 50 مليون قتيل. ما اقصده في هذا العرض ان تحرير الأوطان ونيل استقلالها يحتاج الى تضحيات فلا شماتة باهلنا في غزة واستدعي من الذاكرة قول الشاعر العربي فلا يشمت الأعداء بي *** فلربما وصلت لما ارجوه مما احاذر فقد يستقيم الأمر بعد اعوجاجه *** وتنهض بالمرء الجدود العواثر آخر القول: لتخرس ألسنة المثبطين ومروجي اليأس والانهزاميين ودعاة التطبيع. ونيل الحرية والاستقلال والعزة والكرامة لا بد لها من التضحيات والنصر من عند الله قريب والأيام بيننا يا دعاة الهزيمة والانحناء.