10 سبتمبر 2025

تسجيل

شعــــارٌ وافــــق صـــاحبـــــه

24 أكتوبر 2022

(وحدتنا مصدر قوتنا) يا له من شعار يليق بيومنا الوطني القطري، ويا لها من عبارة لو وزنت لما أوفى ذهب هذه الدنيا ولو كان جبالا تلمع ! وهذه المرة يستقطع المعنيون في اللجنة المنظمة لليوم الوطني 2022 عبارة قالها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله في خطاب افتتاح الدورة الـ 50 لمجلس الشورى كشعار لليوم الوطني، موضحا سموه بأن قوة هذه البلاد إنما تأسست من تلاحم ووحدة أبنائه وتكاتفهم وفهمهم لكل المجريات والظروف التي يمكن أن تمر بها بلادهم ويمرون بها شخصيا، وشعب قطر مر منذ القدم بتحديات ومجريات انكسرت أمام صلابة هذا الشعب الذي لم ينحن يوما إلا لخالقه لكنه أثبت التفافه حول قيادته ومبادئه معبرا عن أن قوته إنما تأتي بالتزامه ومحافظته وقوة إيمانه وهذا كله ما أورثه الأجداد للآباء الذين لم يتخلوا عن دورهم أيضا في توريثه للأبناء، ليتناقل بين الأجيال ونصل اليوم ليكون شعارنا لليوم الوطني هذا العام إلى تمثيله قلبا وقالبا، خصوصا وأن الثامن عشر من ديسمبر القادم سوف يكون هو الآخر استثنائيا تماما عما سبقه من أيام وطنية لم تخل من إظهار الوطنية بكل اشكالها سواء في المسير العسكري المهيب صباحا أو في مسيرة الشعب الذي يجدد بيعته للوطن والقيادة مساءً، ولكننا في هذا اليوم الذي يفصلنا عنه شهر وبضعة أيام سوف نكون أيضا في تحد وتحت مسؤولية عظيمة تجبرنا على أن نعبر عن معنى الشعار والرسالة القوية التي حملتها كلماته، حيث إن ختام مونديال كأس العالم تم اختياره ليكون في هذا اليوم ليكون مكافأة مضاعفة لأهل قطر في أن يحتفلوا بذكرى يوم التأسيس لوطنهم وفي نفس الوقت يحتفلون باختتام أعظم وأكبر بطولة عالمية أُقيمت على أرضهم ويشاركهم في هذا مئات الآلاف من المشجعين الذين سوف يعرفون حينها ماذا يعني الـ 18 من ديسمبر لكل القطريين قيادة وحكومة وشعبا. الوحدة التي عبر عنها سمو الأمير المفدى في افتتاح الدورة الخمسين لمجلس الشورى وقتها دعا من خلالها لعدم تغليب التعصب القبلي على الصالح العام أو على الولاء للوطن والوحدة الوطنية وأنها مسألة حضارية ونماء وانتماء لهذا البلد لذا فإن شعورنا بأننا ننتمي لقبيلة واحدة اسمها ( قطر ) بغض النظر عن أسماء قبائلنا المعروفة والمرموقة هو وحدة بحد ذاتها، ولقد أثبتنا للعالم كله الذي لمس وحدتنا وتعاضدنا في عدة أزمات مرت بها قطر ولكننا تجاوزنا كل هذه المحن وخرجنا منها سالمين بفضل من الله أولا ثم بفضل تلك القيادة التي استشعرت في شعبها الولاء للوطن ولها والتكافل فيما بينها وعليه كانت قوة قطر مستمدة من الوحدة التي جنبت أبناءها الدخول في معترك وتحديات يمكن لأصحاب النوايا السوداء أن تستغلها في تفرقة الصف والإخلال بنظام هذه الدولة، ولكن شاء الله أن يبطل لكل من كانت لديه نوايا خبيثة تجاه بلادنا وأن نظل متماسكين تحت راية واحدة دون أن تتسلل جاهلية المعايرة أو المباهاة أو حتى استصغار شأن أحد بيننا، ولذا فإن وحدتنا فعلا هي سر من أسرار قوتنا كشعب قطري واقف على قاعدة ثابتة لا تتخلخل قوائمها المتينة أمام اصطكاك العواصف أو غضب الأزمات ونحن بإذن الله باقون كذلك حتى ما شاء الله لنا أن نبقى في هذه الدنيا لأنه ما كان يقال لنا صغارا إن في الوحدة نصرا وقوة وإن في الفُرقة هزيمة وضعفا، لم يكن يكذب لأننا اليوم ونحن على مشارف طي عام 2022 بإنجاز لم يتحقق مسبقا لأي دولة عربية أو في الشرق الأوسط بأسره يواكب اختتامه مع ذكرى التأسيس لبلادنا ويمثل لنا يوما وطنيا باستحقاق وجدارة نختار شعارا له يمثل هو الآخر رسالة مستدامة لنا بأن في الوحدة قوة وهي قوة تتضاعف درجاتها بتضاعف متانة سلسلة الوحدة التي لن تنفك يوما أو تتخلخل حلقاتها بإذن الله ولو كره الكارهون.