09 سبتمبر 2025

تسجيل

الكلمة أمانة

24 أكتوبر 2021

ونحن نترقب دور الانعقاد الخمسين والجلسة التاريخية الأولى لانعقاد أول مجلس شورى في الفصل التشريعي الأول لمجلس منتخب الثلثين وثلث التعيين والمقرر انعقاده بعد غدٍ الثلاثاء استذكرت رسالةً نصية قد بعثها لي صديق عزيز من متابعي "صباح الأحد"، وكنت قد أفردت مقالاً خاصاً بها، والرسالة عبارة عن بيتين من الشعر من الديوان الرئيسي للشاعر أمين الجندي قال فيها: وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهرَ ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه وهي نصيحة ثمينة لكل من يكتب. 
وإني إذ أشكره جزيل الشكر وأقدر له اهتمامه بما أكتب صباح كل أحد، فليسمح لي أن نتحاور في مضمون ما أرسل. النصح في الكتابة ومحاولة تصحيح الأخطاء أو المشاركة بالرأي في محاولة إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية تحديداً إنما هو بمثابة استخدام اليد واللسان وقبلهما القلب في تغيير المنكر، عملاً بالحديث الشريف "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم. فالكتابة تبدأ تفكيراً وتأملاً وتتواصل بالإمساك بالقلم واستخدام اليد وتنتج كلمات كأنها اللسان! 
وذلك على اعتبار أن الصحافة هي السلطة الرابعة، حيث إن تغيير المنكر باليد من مهام أولي الأمر (السلطان) ويكون دور الكتابة في لفت نظر ولي الأمر لبعض السلبيات في المجتمع. وإنني أرى في هذه النصيحة كذلك توجيهاً لعموم الناس، كُتَّاباً وغيرهم، إذا ما قيلت بالشكل التالي: وما من امرئ إلا سيفنى ويبقي الدهر ما صنعت يداه فلا تسعى لتكسب فعل سوءٍ يسوؤك في القيامة أن تراه إنها نصيحة لعموم الناس لعمل الخير والتقرب إليه وترك الشر والابتعاد عنه. 
والأمانة في الكتابة أن تكون صادقاً في كل حرف تكتبه، بل هناك أمر أهم وأبعد من ذلك، وهو أن تكتب عن ما تعلمه ويهم حياة الناس، فعدم كتابتك عنه وأنت على علم به بمثابة حجب للحقيقة، وهذا بالضبط يتنافى مع الأمانة الصحفية، إذاً فهي مسؤولية. آخر الكلام... لنتقِ الله في كل ما نقول أو نكتب.. 
فالكلمة أمانة سنُسأل عنها يوم القيامة ‏Alkuwarim @hotmail.com