13 سبتمبر 2025
تسجيلهي قطاع ويحلم سكانها بحسب وعود العالم الحر لهم بأن يصبحوا دولة تملك حكماً مستقلاً وحدوداً لا يتحكم طرف آخر بدخولهم منها وخروجهم. وهي مدينة يمكن أن تتحول في أقل من ساعة إلى مدينة أشباح مظلمة يفتقر فيها أهلها لضوء شمعة يمكن أن يهتك ستر ظلامها أو يشعلوا فيه فرناً ليخبزوا فيه رغيفاً أو زاداً لشح الغاز لديهم! وهي أيضاً مغضوب عليها فالمحبون لها قليل والكارهون أكثر.. باعتبار أن أصل المقاومة الفلسطينية يسكن في قلبها ومن يحكمها ضلع من هذه المقاومة الفلسطينية التي تمثل اليوم تهديداً مباشراً على الكثير من الدول العربية التي لا تختلف عن غزة باعتبارها هي الأخرى محتلة من قبل انقلابيين قلبوا شرعية الحاكم وتمردوا على اختيار الشعب وقتلوا ودمروا وأحرقوا وسرقوا ونهبوا ثم أعلنوا دستورهم الباطل وأعني حكم حماس ذلك الفصيل الذي بات موضع انتقاد واعتباره اليوم في بعض العرف الأمريكي وبعض دول أوروبا والدول العربية فصيلا متمردا وإرهابيا للأسف. غزة.. اليوم تمر بأصعب مرحلة في عمرها الذي ندعو الله أن يطول رغم أنف إسرائيل ومن يواليها من بعض العرب.. واسمحوا لي هذه المرة أن أقول بانها أصعب لأن غزة اليوم أمام من يجب أن يكونوا معها لا في مواجهتها !.. أصعب لأن حماس اليوم تلقى من أعدائها صنوفاً وليس من الصنف الإسرائيلي المعتاد التي تعودت أن تواجه ليقتل من شعبها من يقتل ويشرد من أراد فالعدو واضح ومعروف منذ القدم لكنها الآن لا تعرف من أين يمكن أن تأتي الضربة وبتوقيع من؟!.. من بعض الدول العربية التي تعلن وبكل صراحة عن خطر حماس وتشارك أمريكا وأوروبا وإسرائيل مخاوفهم من هذه الحركة الإسلامية التي بفضلها استطاعت بعض الحكومات العربية توجيه أنظار شعوبهم على أن العدو لم يكن يوماً إسرائيل وإنما هو خطر حماس الذي هو أشد وطأة من إسرائيل التي تمد يدها الصديقة للعرب دائماً وأبداً ؟!.. ولذا فإن غزة اليوم تعيش انتظاراً صعباً من خلال المؤامرة النجسة التي تحاك ضدها ولا تعرف أي يد ستهوي على ظهرها طعناً أهي يد صديق قديم أم عدو جديد؟!.. ونحن نتفرج وما أرخصها من فرجة يجتمع عليها العرب حين سنتباكى لاحقاً على مأساة غزة ومجزرة غزة وقتلى غزة ودمار غزة وآهات غزة وويلي على غزة وأهلها وسنسارع بعدها لعقد مؤتمرات نشجب ونستنكر وندين ونقرع أبواب الأمم المتحدة لحشد تأييد دولي للشجب والإدانة ونطالب مجلس الأمن بسن قانون جديد برقم جديد يعتب على إسرائيل اختيارها (العنف ) للرد على (استفزازات) حماس المدرجة أساساً في قائمة المنظمات الإرهابية وبالطبع لن ننسى وسط عويلنا هذا أن نستنجد بالقلوب الشعبية الحنونة للتبرعات ومخاطبتها بأرق العبارات التي ستفيض منها الجيوب مالاً تماماً كما ستفيض معها العيون بالدموع وسينتهي الى هنا الدور العربي الكبير والمعروف ليحل الصمت بعدها لا يُعزى فيها أهل المقتول ولا يؤخذ الحق من القاتل ولا من الذي حرضه على القتل ودعمه بالمال والسلاح! هذه قصة غزة استبقتها لكم الآن لئلا تقولوا كانت مفاجأة لنا أن يضرب العدو الصهيوني غزة ونحن الذين كنا ننتظر اتفاقاً فلسطينياً إسرائيلياً في عملية السلام.. ذاك السلام المسموم ! ◄ فاصلة أخيرة: العزة في غزة رضي من أراد وأبى من شاء !. [email protected]