20 أكتوبر 2025

تسجيل

التواصل الاجتماعي يكشف المستور

24 أكتوبر 2018

قبل ظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، كان الظهور الإعلامي لبعض الشخصيات محدودا ومخططا له، للحديث عن أمور وقضايا محدودة في ظل اختصاصاتهم أو المهارات والعلوم التي برعوا فيها، فكان لا يظهر للناس إلا جانب بسيط جداً من شخصيتهم، وتكاد تكون أخلاقهم وحياتهم الشخصية مجهولة للناس، فاكتسبوا بذلك الشهرة والمصداقية عند الناس. ولكن بعد دخول هذه الشخصيات لوسائل التواصل الاجتماعي وتواصلهم اليومي مع الناس، انكشفت جوانب أخرى من شخصياتهم، وأدخلوا الناس في حياتهم الخاصة، وانكشفت عوراتهم الفكرية والأخلاقية. بعضهم للأسف انكشف للناس ضحالة فكره، وسوء أخلاقه. وبسبب انخداعه بالشهرة وبعدد المتابعين الكبير، واغتراره بالصورة السابقة التي رسمها الناس عنه وإعجابهم به، أصبح يتحدث ويدلو بدلوه الفارغ في كل موضوع من مواضيع الحياة. فتجد الداعية الذي يتحدث عن مواضيع طبية، والطبيب الذي يتحدث عن الهندسة، والإعلامي الذي يتحدث عن تأثير أسعار النفط، والتاريخي الذي يتحدث عن الأسواق المالية. قد يقول قائل إنه لا بأس من أن يكون الشخص ملماً ببعض المعلومات من خارج اختصاصه وما اعتاد عليه الناس، هذا صحيح، ولكن من باب الأمانة العلمية؛ فعليه ألا يطلق الأحكام، ويصر على رأيه، وألا يكون ذلك لهدف يضمره في نفسه. فتجده يسقط أخلاقياً عند أول نقاش مع أحد المنتقدين الذين يحاولون أن يبينوا له خطأه. أو الذي يحاول استغلال عدد المتابعين الكبير في كسب المال من خلال التسويق لبعض المنتجات والمتاجر. أو حتى محاولة تمرير بعض الأفكار لأغراض سياسية وكسب مواقف مؤقتة، ضارباً بالقيم والمصداقية عرض الحائط. أدى ضيق الأفق ومحاولة كسب رضا المسؤولين وانعدام البصيرة، لسقوط الكثير منهم من المكانة التي وضعهم الناس فيها. وجعلوا أنفسهم في موضع لنهش ألسن الناس لهم.