17 سبتمبر 2025

تسجيل

بين ديكنز ومحفوظ 2

24 أكتوبر 2013

فى المقال الماضى تحدثنا عن الكاتب الإنجليزى جون هوفام ديكنز الذى وُلد فى يوم الجمعة السابع من فبراير عام 1812والذى أجمع النقاد على أنه أعظم الروائيين الإنجليز بلا استثناء فى القرن التاسع عشر .. ولهذا فإن العالم يحتفل هذا الشهر بمئوية ديكنز الثانية . ولأن روايات تشارلز ديكنز لا تزال تحتفظ بشعبيتها حتى الآن فإن العديد من النقاد يعقدون مقارنات دائمة بينه وبين الكاتب المصرى العظيم نجيب محفوظ الحائزعلى جائزة نوبل فى الآداب والأكثر شهرة فى القرن العشرين .. برغم المائة عام التى تفصل بينهما . كما تعرضنا لطفولة ديكنز وكيف كانت بنيته البدنية الضعيفة سببا فى حبه للقراءة والاطلاع إلى درجة الإدمان .. كما تعرفنا على ظروفه المادية الصعبة التى اضطرته للعمل فى سنوات الصبا الأمر الذى أتاح له مقابلة العديد من الشخصيات وتأثير ذلك فى أعماله الأدبية فيما بعد .. واليوم نتعرف على أهم أعماله الأدبية. من أهم مؤلفات ديكنز " آمال كبار " و " قصة مدينتين " التى أرًخ فيها للثورة الفرنسية بالإضافة الى " أوليفر تويست " عن أطفال الشوارع وطبعا لا ننسى أن نذكر رواية " ديفيد كوبر فيلد " والتى يكاد يُجمع النقاد على أنها سيرة ذاتية لديكنز والتى يقول عنها ديكنز نفسه أنها أحب أعماله إليه .. وكانت أول أعماله التى نشرت فى 1832 هى " الغداء تحت أشجار الحور " والتى أعاد نشرها تحت عنوان " مستر مينز وابن عمه " . أما روايته الشهيرة " أوراق بيكويك " فكانت السبب فى المكانة الأدبية الكبيرة التى اكتسبها .. أما آخر أعماله " ادوين درود " فقد توفاه الله قبل أن ينتهى من كتابتها وتركها بدون أن يكملها ولهذا السبب أصبحت أكثر رواياته شهرة لأنه تركها بدون نهاية . وقد تميزت كتابات ديكنز بالواقعية الشديدة – كما أسلفنا – وبالبراعة الفائقة والدقة فى الوصف لكل البيئات التى عاش فيها .. كما تميز ديكنز – شأنه فى ذلك شأن محفوظ – على رسم شخصيات أعماله وسبر أغوارها والغوص داخلها لدرجة لم يصل إلى مثيلتها الكثير من الكُتاب حتى الآن . وهكذا نلاحظ أوجه الشبه بين ديكنز ومحفوظ اللذين جمع بينهما البنية الجسدية الضعيفة والولع بالقراءة والواقعية فى الكتابة والقدرة على الوصف الدقيق وتحليل الشخصيات . وهناك وجه آخر للشبه بينهما وهو القدرة على سرد الوقائع التاريخية بمهارة ملحوظة كما فى " قصة مدينتين " لديكنز ورواية " كفاح طيبة " لنجيب محفوظ . وقد فاز محفوظ بجائزة نوبل التى لم تكن موجودة إبان الفترة التى عاش فيها ديكنز ولو وُجدت آنذاك لفاز بها دون منازع لهذه القدرات التى تحدثنا عنها فضلا عن هذا الكم الهائل من الكنوز الأدبية النادرة مع أنه توفى عام 1870 عن عمر يناهز الثامنة والخمسين فقط . رحم الله كلا العظيمين نجيب محفوظ الذى لقبوه بديكنز العرب .. وتشارلز ديكنز الذى أطلق عليه محفوظ الغرب . وإلى لقاء قادم وموضوع جديد بحول الله .