10 سبتمبر 2025
تسجيلكالعادة وقف بكل هيبة وثقة وثبات ليقول كلمة ما كان لرئيس عربي أن يضمنها كل ما تزخر به أرضنا العربية المتخمة بالجروح والأوجاع، فأجاد التعبير ووفق في الوصف وزاد في شعورنا بأن الحاكم ليس من يُولى فيعزل نفسه عن رعيته ولكنه خير من يكون والياً عليهم وقريباً منهم، ولذا فنحن في دولة قطر نفخر بأن يكون سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نعم الحاكم الذي يرعى شؤون بلاده لكنه ليس بمعزل عن شؤون وطنه العربي الكبير. ففي الجلسة الافتتاحية للدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة خصصت كلمة لسمو الأمير، حرص سموه فيها على الشمول الموجز، لكنه كان شمولاً موجعاً لكل مواطن عربي لمس جوهر هذا الخطاب الذي تحدث عن أزمات تحفل بها الأرض العربية ما بين اليمن الذي تعصف به الحرب منذ عام 2015 فجعلت منه بلداً موبوءاً فقيراً محتاجاً مدمراً جاهلاً ومتنازعاً من جميع الفصائل اليمنية، فدعا سموه إلى الحوار بين هذه الفصائل والتفاهم بحسب المبادرة الخليجية المتفق عليها والقرارات الأممية ذات الصلة بالأزمة اليمنية وبين قضية فلسطين قضية كل العرب، حيث شدد سموه على أن المفاضلة بين طرفين لا تبدو عادلة خصوصاً وأن الطرف الإسرائيلي يقوم بالالتفاف على القرارات الدولية فيما يخص الحق الفلسطيني من إقامة دولته الحرة وعاصمتها القدس، وفك الحصار الخانق عن قطاع غزة المفروض عليه منذ عام 2017. ثم انتقل سموه بأن الأزمة الخليجية لا يمكن أن تحل إلا برفع الحصار عن قطر أولاً والحوار الذي يلجأ له المتنازعون لحل أي خلافات عالقة بينهم، وهذا ما دعت له الدوحة منذ الأيام الأولى للأزمة المفتعلة ضدها، كما أسهب سموه في شرح مأساة سوريا التي عصفت بها حرب دامية فهجرت الملايين وقتلت عشرات الآلاف وجعلت البلاد عرضة لتقسيم وبؤر إرهاب، ثم تطرق إلى الأمور المتعلقة بالسودان ولبنان وليبيا بكل تفصيل مقدماً الحلول والمبادرات. حديث سموه الشامل ترك المواطن العربي يعدد من القضايا العربية التي تزخر بها أمتنا المتنازعة، والتي حظيت بعض دولها بحكومات أقل ما يقال عنها إنها فاشية لم تكتف بأن تعيث في أرضها فساداً وشتاتاً بل امتدت أياديها الشيطانية إلى دول أخرى لتحدث فيها ما يجعلنا اليوم نبكي على الحال الذي وصل له وطننا العربي الكبير، وأنا هنا بالطبع أخص تحديداً دولة الإمارات التي تمثل اليوم دور الدولة المسالمة الداعية إلى السلام بمفهومها الناقص المريض بعد تطبيعها غير المبرر مع الكيان الإسرائيلي في أنه كان ممراً رئيسياً لفرض السلام في المنطقة، بينما هي تعلم أنها تتسبب بأشد أساليب التدمير في كل من اليمن وليبيا وسوريا وتونس والصومال والسودان وتخطط بصورة شبه مستمرة ضد قطر وتركيا ولا تزال أصابعها الشيطانية تمتد في عمق وصلب الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية لتمارس ما تبرع به دائما وهو الفرقة والشتات وعدم الاستقرار. ولعل المصالحة التاريخية بين الفصائل الأفغانية المتناحرة هناك التي أشاد بها سموه ورعتها الدوحة مكاناً وزماناً ولوجستياً هي أكبر ضربة وجهت لخد أبوظبي المتورم من الصفعات القطرية المتتالية التي تأتي على شكل إنجازات تعجز هذه الإمارة عن إفشالها أو عرقلة مسيرتها، ولكن يأبى الله إلا أن يحبط كل هذه المحاولات الخبيثة ويحمل قطر إلى مرفأ الأمان الذي يحط عليه الإنجاز القطري الواحد تلو الآخر بفضله تعالى ثم بفضل حكومتنا التي رأت في أرضها وشعبها ومقدراتها وقدراتها أنها ستمضي وستعلو وسترتفع وتضع بصماتها الذهبية التي لا تُمحى، لكنها قادرة على أن تمحو من يواجهها ليس استعراضاً بالقدرات ولكن عرضاً للقدرة وبين الكلمة الأولى والثانية تاء مفتوحة وأخرى مربوطة تفرق بين موهوم بالقوة وواثق منها.. حفظ الله بلادي قطر من كل دابة وهامة. [email protected] @ebtesam777