18 سبتمبر 2025
تسجيلوزير الحد الأدنى طيب مبتسم دائماً، يشارك الناس المناسبات، يعشق التصوير مع البسطاء، متواضع يمشي في الأسواق، يكلم الناس، بسيط، يعرف ماذا يريد المجتمع، وفي نفس الوقت يعرف قدراتة وإمكانياتة، يقايض بين الأمرين، ينتصر للناس واستقبالهم والابتسامة في وجوههم، يختزن في ذاكرته تجارب من سبقه من الوزراء الذين نالوا قسطاً كبيراً من الذم بعد خروجهم من الوزارة لتفريطهم حتى في الحد الأدنى الذي يريده المجتمع من المسؤول، يحاول أن يتجاوز ذلك، ليس له مطالب، لايمتلك رؤى، لايُستشار، هو مجرد وزير تنفيذ وليس وزير تفويض كما سبق وأشار "الماوردي"، يشعر بأنه محظوظ بأن تم اختياره وزيراً، لم يفكر طويلاً بين قناعته وبين الموافقة على المنصب، كل تفكيره أنها فرصة يجب أن تقتنص وكل ما عليه سوى تحسين شروط توظيفها مع المجتمع، تهمه العلاقة الرأسية مع السلطة أكثر من اهتمامه بالعلاقة الأفقية مع المجتمع، المجتمع يستطيع تدبير أمره معه من خلال علاقة "الريع" الاجتماعي، أما السلطة فعليه أن ينضوي تحت قناعاتها حتى ولو خالفت قناعاته، هو أذكى كثيراً من الآخر الذي ركبه الغرور وتنكر حتى للحد الأدنى الذي يطلبه المجتمع ليسبغ العذر على الحد الأعلى أو الأرفع من واجبات الوظيفة المتمثلة في القدرة على تحقيق متطلبات المنصب ككفاءة والتزام وإقتناع، وزير الحد الأدنى يُمثل ضعفاً إدارياً هيكلياً لا يجب أن يستمر كسيروره، قد يكون فترة محددة حتى تكتمل الكوادر وتُصنع الاستراتيجيات، وتوضع الخطط، المجتمع بدأ يتنبه لخطورة وزير الحد الأدنى، حينما يُصبح ديمومة ونمطاً شائعا،عندما يتآكل هامش الحد الأدنى، يطلُب المجتمع فعلاً ومبادرةً ودوراً إيجابياً ملموساً، بعد استنفاد مخزون اللغة الاجتماعي يصبح وزير الحدَ الأدنى مكشوفاً أمام المجتمع، عندما ينتهي قاموسه اللغوي، يصبح عارياً ما لم يكن قد استلم المنصب عن قناعة وإيمان بأنه يستطيع أن يقدم شيئاً ملموساً لمجتمعه، أرشيف قطر الحكومي مليىء بوزراء الحد الأدنى، وهم من الرجال المتعلمين، في حين تجد القلة من وزراء الفاعلية والتفويض الذي قد لا يكون مُعطى دائماً وإنما يؤخذ باقتناع وقدرة، إن لم يكن كلهم، فأكثرهم من رجالات قطر الأوائل الذين عاشوا المنصب بلا مؤهلات جامعية عاشوه اقتناعاً وإيماناً بأنفسهم قبل المنصب وخبروا الفاعلية والصدق قبل أن يخترعوا لغة الحد الأدنى لتمرير سنوات التكليف بابتسامة، فسلام فسؤال، فاستعاضة بما سبق عن وجوده الفاعل وظيفياً وربما إنسانياً كذلك. [email protected]