16 سبتمبر 2025
تسجيلالإمارات وما أدراك ما الإمارات؟! المتتبع لحصار قطر وما سبقه من أزمات أوقعت منطقة الخليج في خلافات تباينت حدتها يجد أن دولة (الإمارات) الفتيل الذي يشعل كل هذه الخلافات ثم تنتقل لدور من يؤججها ويزيد اشتعالها ومدتها، وفي حصار قطر الذي يقترب من اليوم الـ 500 تبين لنا وللعالم أن إمارة أبوظبي وقفت بكل خسة وراءه وهي مصرة – هذه المرة - على المضي في هذه الأزمة مستغلة خنوع الرياض لرغباتها المتمثل في الشخصية الهزيلة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يرسم له السعوديون شخصية قيادية واعدة بينما استطاع محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي أن يحول هذه الشخصية لتابع مأمور حول السعودية من بلد قيادي خليجيا وعربيا إلى مجرد عصا في يد (مبز) يلوح بها كيفما يشاء لتحقق له – حتى الآن – ما يريده في استمرار الأزمة المفتعلة ضد قطر دون أن يكون لها مفعول السحر لينجح في تحقيق أطماعه التي حلم بها في ثروات قطر ومقدراتها، وربما ساعدت تبعية الرياض لأبوظبي في إطالة أزمة الحصار التي تخطته الدوحة منذ الأسابيع الأولى له بل إن هذا الحصار قد كشف مؤامرات أكبر خططت لها أبوظبي ونفذتها وما كانت تخطط له ضد قطر تحديداً وفي اليمن والصومال وغيرهما إجمالاً، ولولا وجود أذرع سعودية غادرة لما كان لأبوظبي أن تنجح في عقد تمائم هذا الحصار الذي غدر بقطر وأهلها في فجر يوم 5 /2017/6 من شهر رمضان لأنها وجدت في الرياض من يحمل الحقد نفسه ضد الدوحة وأميرها الشاب الشيخ تميم بن حمد حفظه الله . وأنا هنا لست بصدد الاسترسال الممل في عرض مخططات الإمارات وتحديدا إمارة أبوظبي فالأيام التي تلت الحصار كشفت الكثير ولا تزال لكنني أتحدث عن السنين والأيام التي سبقت هذا الشرخ الخليجي الكبير التي لم نستطع كشف هذا العرق الفاسد بيننا وقطعه، فحتى الطيبة التي رسمناها لعهد (زايد) رحمه الله جاء هذا الحصار ليكشف لنا سوء هذا العهد وما حفل به أيضا من مؤامرات كان للإمارات اليد الطولى فيها وأهمها المحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 1996 في عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة -أطال الله في عمره- مؤسس قطر الحديثة فهل كنا كشعب قطري نجهل جارنا لهذه الدرجة أم إن حكومتنا كانت حكيمة لدرجة أنها لم تزد في هذا الشرخ وأبقت الأمور خفية حتى جاء الحصار وما عادت عمليات التجميل والترقيع تفيد في وجه أبوظبي البشع ليظهر المستور ويثبت أن أبوظبي كانت وراء كل مصيبة تحل بقطر وبعلاقاتها مع دول الخليج التي للأسف خرجت السعودية منها إلى صف الإمارات وأثبتت أنها لا تقل بشاعة ومكراً عنها ومثلها البحرين التي يعلم الجميع أنها تابعة صغيرة للمملكة لا تزيد مواقفها في الأزمة ولا تنقص رغم أن المنامة كانت البوق الأول الذي أيقظ أهل قطر في فجر الخامس من يونيو والمتحدث الرسمي الذي تدفع الرياض به للإعلان عن مواقفها المشتركة مع أبوظبي بينما وقفت الكويت وسلطنة عمان موقف الداعي للصلح وحل الخلاف وحمل الشيخ صباح الأحمد راية الوساطة التي تفشلها أبوظبي في كل مرة مستغلة حالة الخضوع السعودي لها، ورغم أننا في قطر لم تعد مسألة الحصار تمثل لنا هاجساً لقدرتنا على تخطي آثاره لكننا لسنا من الذين نسكت عن حقوقنا ولجوئنا للمحافل الدولية لفك الحصار الجوي والبري إنما يأتي لأنه هذا حق مشروع لقطر إن سُرق منا فنحن أقدر على أن نسترجعه بطرق قانونية بعيدة كل البعد عن الهمجية والتلصص اللذين تنتهجهما كل من الرياض وأبوظبي والمنامة لأننا نؤمن بأن للعائلات والطلاب وأصحاب الأملاك الذين تضرروا من كل هذا حقا يجب أن يُسترجع وبأثر رجعي وهذا ما لم يستطع هؤلاء فهمه في سياسة الدوحة واعتبروه ضعفا دبلوماسيا ويحاولون زرعه في شعوبهم التي يتلقف الجهلاء منها هذا التفسير المضحك ويصدقونه ويروجون له من خلال حساباتهم المنتشرة وذبابهم الإلكتروني الذي تعد الرياض الأم الولود الودود لهم! . اليوم تثبت قطر أنها تعاملت مع مؤامرات أبوظبي التي أرادت هدم اقتصاد الدوحة بما يليق بهذه الإمارة المارقة وأن (الصغيرة حجما الكبيرة إرادة وقدرة) تستطيع أن تلقن الكبار دروسا وأن الرياض التي لطالما قادت هذه الأمة قد وقعت رهينة في يد ولي عهد إمارة صغيرة تلعب بها وستصل بها إلى درجة لن تستطيع التراجع عنها فإيماننا بتشكيل خارطة (جيوسياسية) مع حلفاء وأصدقاء من خارج المحيط الخليجي الواهن كان لدينا أهم من أن نحصر أنفسنا في خارطة (جغرافية) خليجية لم نعد نرى آثارها إلا في الكويت وعمان فقط وما عداهما فهي أوبئة إن لم نقطع دابرها فالأجدر أن نأخذ الحيطة منها.. وقد فعلنا ولله الحمد! فاصلة أخيرة: قطر ما قبل الخامس من يونيو – 2017 لن تكون قطر كما بعد هذا التاريخ حتى مع انحلال هذه الأزمة وليس حلها!. [email protected]