11 سبتمبر 2025

تسجيل

إرهاب داخلي!!

24 سبتمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التطرّف والإرهاب الذي يشغل أمتنا والعالم حالة سلوكية ثقافية تتواجد في حياتنا بأشكال ومستويات مختلفة، لأن الإرهاب ليس فقط استخدام السلاح والمتفجرات والحرق بل هو رفض الآخر رفضا يجعلنا نرى الآخر إما عدوا أو خارجا عن الوطنية والدين والمصالح العليا، وانتشار الاتهامات والشتيمة بدلا من نقاش الأفكار والمواقف والذي نراه في منابر التواصل والفضاء الألكتروني بل وحياتنا العامة، كل هذا تطرف وإرهاب تكتظ به منابر الإعلام والسياسة ، ومن وصل إلى مرحلة يطلق فيها النار ويفجر حزاما ناسفا في مسجد أو سوق حالة متقدمة من تطرف لفظي كان صاحبه يعتبر من لا يتفق مع رأيه كافرا أو جاهلا أو رجسا من عمل الشيطان .وإذا عدنا إلى الإرهاب المسلح وبخاصة ما نشهده خلال العقد الأخير فإن النشاط الأكبر بل الغالب لهذا الإرهاب هو داخل بيت أمتنا وفي مجتمعاتنا ، فرغم وجود عدد من أعمال التفجير والقتل في بعض مدن الغرب إلا أن نشاط جماعات التطرّف بكل ألوانه السياسية والطائفية دفعت ثمنه شعوبنا ودولنا وحضارتنا وصورة الإسلام الذي أصبح ذكر هذه التنظيمات " الإسلامية " مرتبطا بالدم والتفجيرات والقتل وتهجير الناس واستباحة الأعراض واستهداف المسيحية العربية وابتكار أساليب همجية في قتل الأبرياء من حرق وغيره ...إنه إرهاب محلي داخل أسوار الأمة والضحايا عرب ومسلمون وحضارة هذه الأمة ، وحتى المسلمين فإن نسبة كبيرة منهم وبخاصة الذين دفعوا ثمنا للإرهاب في داخلهم خوف يكبر من الدين ، ولا أقصد الدين الحنيف الذي جاء رحمة للعالمين بل الإسلام الذي تعمل تنظيمات الإرهاب على تقديمه من خلال ممارساتها وأفكارها . واللافت أن العدو الأول للأمة وهو كيان الاحتلال الصهيوني لم يصله ولا شرارة من نيران تنظيمات التطرّف والإرهاب ، رغم أن هذا الكيان على حدود كل الدول التي دخلتها هذه التنظيمات وتركت لمسات الموت بين أطفالها وأسواقها ، وحتى الاستهداف الذي كان في بعض مدن أمريكا والغرب فلم يكن لأن هذه الدول تدعم كيان الاحتلال بل بسبب ارتباطها بالحالة العربية والإسلامية.إرهاب محلي داخلي نحن جميعا الذي ندفع ثمنه، أما النسبة القليلة من أعمال القتل في الغرب فإنها كانت بالنسبة لدول الغرب مبررا أحسنت استعماله في شن حروبها ومعاركها على أرض أمتنا، وحققت لها مصالح لم تكن قادرة على تحقيقها دون هذه الخدمات التي لا ندري إن كانت مجانية أم غير ذلك.