10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ليس غريبا أن تشهد فلسطين والقدس عمليات عدوان وقتل من كيان الاحتلال الصهيوني، فهذه حكاية عمرها حوالي قرن من الزمان، أي منذ وعد بلفور المشؤوم عام ١٩١٧، بل قبل هذا بسنوات، أي منذ أن وضعت الحركة الصهيونية مخطط إقامة ما يسمى بالوطن القومي لليهود في فلسطين وعقدت مؤتمرها الشهير في نهاية القرن التاسع عشر.وعبر كل هذه العقود كان القتل والتهويد والتشريد نهج الصهاينة في التعامل مع الأمة وبشكل خاص مع الشعب الفلسطيني، وحتى عندما جاءت عملية السلام تعامل معها كيان الاحتلال باعتبارها أداة ووسيلة لحل المشكلة الإسرائيلية وليس باعتبار السلام غاية وهدفا لحل مشكلة المنطقة، أو من منطق التعايش وصناعة الاستقرار في المنطقة، ولهذا كان كيان الاحتلال يوقع على الاتفاقات مع الجانب الفلسطيني ثم يستخدم كل قدراته في إفشال وتعطيل هذه الاتفاقات، ولهذا فإن ما كان يجب أن يتحقق عام ١٩٩٦، أي بعد ثلاث سنوات من توقيع اتفاق أوسلو لن يتحقق حتى الآن، ولهذا لم يتحول الحكم الذاتي من المرحلة الأولى التي بدا فيها وبقيت الأمور كما هي، حيث السلطة شكلية وبلا صلاحيات، وحتى رئيس السلطة محمود عباس فإنه يحتاج إلى موافقات الاحتلال للانتقال من مكان لآخر، وقبله كان ياسر عرفات تحت الحصار وشبه الاعتقال في مقره حتى خرج للعلاج خارج الضفة وعاد إليها ميتا، وحتى اليوم تلاحق وفاته أحاديث اتهام الاحتلال بوضع السم له والتسبب بوفاته.وحتى الانسحاب من غزة فقد كان من طرف واحد ولحل مشكلة الكيان الصهيوني ولم يكن دعما لعملية السلام، وها هي غزة اليوم تحت الحصار وقد تحول المعبر إلى مشكلة مصرية، أما المعابر الأخرى فهي تحت سيطرة جيش الاحتلال يتحكم من خلالها بما يدخل لغزة من متطلبات الحياة بما فيها الكهرباء ومتطلبات إنتاجها.هي حكاية لم تبدأ في هذه المرحلة، لكن لكل مرحلة عدوانية حكاية سياسية أيضا، فاليوم السلطة ترى فيما يجري استفزازا واستدراجا صهيونيا للفلسطينيين ليدخلوا مرحلة التصعيد والانتفاضة، وربما ما لا يقال في العلن إن السلطة تخشى أن يستغل خصومها من داخل ذات التيار أي انتفاضة لأمور تخص الصراع داخل بيت السلطة وحركة فتح، أما حكومة غزة فتخشى من تصعيد يفتح الباب أمام حرب وعدوان جديدين على غزة التي لم تتعاف بعد من آثار العدوان الأخير.نتنياهو يعلم جيدا أنه يتحرك في ظروف شبه مثالية، فهو يدرك المعادلة الفلسطينية الداخلية، سواء بين فتح وحماس أو داخل حركة فتح، أو محددات حركة حماس وأوضاع غزة، ويعلم جيدا الواقع العربي الرديء، وأن كل طرف عربي غارق في مشاكله الداخلية وأزماته أو حروب أخرى، وأن الملف الفلسطيني ليس أولوية على أجندة دول العرب، فالأولويات الداخلية مسيطرة، وحتى الدول الكبرى وأهمها الولايات المتحدة ومن بعدها روسيا فلديها ما يشغلها في سوريا وإيران والعراق وأوكرانيا، فضلا عن حرصها على عدم إغضاب نتنياهو، ولم يبق في الساحة إلا الناس الذين يخرجون في الشوارع غضبا ولرد عدوان ويقدمون الشهداء والجرحى والأسرى.نتنياهو وكل معسكر التطرّف الصهيوني يمارس عدوانا يحمل في ثناياه هدفا سياسيا يخص الساحة الداخلية الصهيونية، كما أن هناك أهدافا أمنية، وفي المحصلة يعلم كيان الاحتلال أن هناك بعض الأثمان التي عليه أن يقدمها مقابل تحقيق ما يريد.الناس في عالمنا العربي غاضبة مما يجري في فلسطين، والشعب الفلسطيني في الداخل يقدم الضحايا، وهناك عمل سياسي روتيني تمارسه كل الجهات في فلسطين والعالم العربي من اجتماعات وبيانات وتنديد، لكن الجميع يعلمون أن حجم العقبات أمام الفعل الصهيوني لا تتجاوز حجم العقبات أمام بطل العالم في الكرة عندما يخوض مباراة أمام فريق مغمور.رحم الله الشهداء ووقف إلى جانب الصادقين، أما ما يجري على أرض فلسطين فهو فعل سياسي عسكري صهيوني منظم، أما الفعل الرسمي العربي والفلسطيني فهو ليس أكثر من تمرير للمراحل وإسقاط لفريضة مساندة الشعب الفلسطيني بالحد الأدنى.