12 سبتمبر 2025
تسجيلإنه ليصعب على المرء أن يعلم ما في قلبه ويلتمس صدق نيته، فما بالنا بالتدخل في نيات غيرنا أو حتى بمجرد الظن والتفكير بها. إن الكلمات سهلة نرد عليها بالكلمات مثلها، أما النيات فكيف سنرد عليها إذا تعارفت وتلاقت؟. إن أصعب ما تواجهه في حديثك غالبا بالرغم من مجاراة الحديث نفسه أو التدخلات الغريبة هي لحظة إمساك لسانك أو إطلاقه خوفا من تصاعد سوء الفهم. فمن كان طيب النية طاهر القلب فقد أبحر في الظن بصلاح نواياك، ومن كان صلبا حاقدا فحتما ستبحر أنت معه في مخيلة ظلماته حتى تكاد تغرق بسوء لست أنت منبعه. لا يعلم خائنة الأعين وخفايا الصدور إلا علام الغيوب، نحن نظفر بمن نرتاح لهم مهما كان باطن الغشاء، ليس لأجل سبب معين، إنما لأجل راحة انطلاق هذا اللسان والكلمات والحروف التي تخرج بهدوء وسكينة معبرة عما في داخلها حقا دون الخوف من أن يُساء فهمك. فلتكن أوزار النيات ما تكن فهذا ما صدر وهذا ما فُهم، وهذا ما شعرنا به سواء أعلمنا باطن الأمر أو لم نعلم. وأحيانا يكون سوء الأمر هو أنك لا تظن فيك سوءا أو أنك لا تشك في نواياك، فما إن شككت لربحت وما إن خلوت لأدركت، وما إن علمت لتوقفت عندك. فكيف تصدق نواياك؟ أو كيف تثبتها لنفسك؟ طالبة في جامعة قطر