27 أكتوبر 2025

تسجيل

كلمات واجبة لردع الحصار

24 أغسطس 2017

إن الله حرم البغي والعدوان، وقد تمادى حكام السعودية والإمارات في حصارِ شعب بأكمله، وإلحاق الضرر بمئات الآلاف من المسلمين إلى الحد الذي يعيق أداءهم ركناً أساسياً من أركان الإسلام وهي شعيرة الحج لا يمكن غض الطرف عنه وما ترتب على ذلك من أضرار في مصالحهم، ومعايشهم، وقطيعةٍ لأرحامهم، بمنعهم من صلتها بحجزهم في بلادهم بقطع الطريق عليهم هو من باب الفجور في الكفر والخصام. من أصول الشريعة الإسلامية التي نادى بها أهل العقل لمواجهة هذه الأزمة إجماعهم بتحريم هذا الحصار البشع على أهل قطر، ومن التزم الصمت خوفاً وتقية فإن ذلك ينطبق عليه النص الزاجر أنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس الأمر أكبر من ذلك بكثير وما يطلبه المحاصرون فاق العقل والمنطق بمواصلة الحصار على شعب بأسره وهو ما لا تقره شريعة الله، ولا العقول السويّة، ولا الفطرة السليمة. نحن على أبواب عرفات ويستنفر جموع الحجيج لإتمام باقي مناسكهم فأين أصحاب الحل والربط في أمة الإسلام من هذا الحصار الذي لم يرقب ضاربوه إلاً ولا ذمة في شعب مسلم وتضييق الخناق عليه لأداء فريضته، أين قادة الرأي، وأهل الغيرة على أمتهم، لإيقاف الحصار ونزع فتيل حصارهم لقطر وتبيان الحقّ، وإظهاره، والسعي بالسبل المتاحة لإنهاء الحصـار، لإنقاذ أهل قطر مما سيلمّ بهم من مصائب وأيضاً الأمة مما سيصيبها من مزيد الفرقة والوهن. نادى العديد من علماء الأمة إلى نبذ فكرة الحصار والعودة إلى الحوار الذي هو منطق الأقوياء وأصحاب الحجة إلا أن دول الحصار مصرة على العدوان بدون مبررات منطقية وبث الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي محيي الدين القره داغي وأوضح أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد على أهمية الوحدة والتآخي والتصالح وقطع دابر الفتنة بين الأشقاء، ويعتبر الوحدة بين الأشقاء فريضة شرعية وضرورة واقعية. لا نريد أن ننكأ الجراح فالأيام التي نعيشها بروحانياتها العظيمة تردعنا عن الدخول في المهاترات الصبيانية التي غصت بها القنوات الفضائية المسيسة التي تسكب الزيت على النار ضاربة عرض الحائط بمناشدات جميع العقلاء في الأمة بمطالبهم المنطقية بالجلوس إلى طاولة الحوار لحل النزاع فوراً، وتثمين ما يقوم به أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الذي ما زال يبذل مساعيه الحميدة لرأب الصدع. لسنا بحاجة إلى البرهنة على أنَّ الحصار المضروب على قطر من قِبَلِ جاراتها لا يوجد له مبرر مقبول ولا سبب معقول فليس من الحكمة تضييع الوقت وعلى الدول الشقيقة الجارة الكبيرة في حجمهما الرجوع إلى حكم الشريعة وإعمال الفكر لأن ما قاموا به حقيقة اشمأزت منه كل شرائع العالم فما من أصل من الأصول المقررة بقواطع الشرع إلا وقد بلغ غاية الاستفزاز والاشمئزاز منذ أن فاجأونا بافتعال هذه الأزمة المؤرقة حقاً وصارت مضحكة للعالم الصديق والشقيق. لقد وضعنا أمام امتحان خطير، وعلى شعوب هذه الدول المغلوبة على أمرها أن ينفضوا الذل عن كاهلهم والواجب عليهم شرعاً ألا يطيعوا أولي أمورهم، ويرفضون هذا العدوان، وأن لا يخذلوا إخوانهم من القطريين الذين تربطهم بهم ذوات قربى وأصول مجذرة وأن يهبوا لنصرة المحصورين المعتدى عليهم؛ حتى تفيء القُوَى الباغية المعتدية إلى الحقِّ والرشد. وسلامتكم. [email protected]