18 سبتمبر 2025
تسجيلهل من المعقول والمقبول شرعا وأخلاقا ومروءة، أن نقف كالمتفرجين على مقربة من نسوة يستنجدن بنخوتنا العربية أو أطفال مفزوعين تحت قصف طائرات الحرب وراجمات القنابل وقذائف المدفعية، أو نرسل إليهم بالتخلي عن حركة حماس أو الجهاد حتى نساعدهم في محنتهم، أو ندير رؤوسنا وعلامات الذهول والاستغراب تعلو وجوهنا؟!! أي منطق هذا أيها الساسة والزعماء، وأي احساس ندعيه ونحن نرى إخواننا يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم فنتمتم بعبارات الأسى والهوان، ثم نعود أدراجنا الى شهواتنا وملذاتنا لنعيش واقعا آخر ننسى فيه تلك الهموم والجراحات؟!أين نصنف أنفسنا إذن ونحن نردد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) وغيرها من نصوص الشريعة التي تأمرنا بنصرة المظلوم واغاثة الملهوف ومنع العدوان..... الشرائع السماوية الصحيحة تقرر أن من شهد ظلما وقدر على دفعه وجب عليه ذلك مهما كانت جنسية المظلوم أو ديانته، فكيف باخوة لنا يجاهدون عدونا في أقدس الأماكن وأطهر البقاع ويذودون عن حمى وكرامة أمتنا ويصدون أعداءنا عن التهام مزيد من أرض الاسلام والمسلمين، ثم يخرج علينا متبجح يتشدق باننا نختلف معهم في الفكر والتوجهات ويبرر لنفسه بذلك خذلانهم، بل وتأييد العدو عليهم، يا سبحان الله أليس إخواننا أهل غزة مسلمين موحدين وهل كلهم متحزبون ضدنا؟! إن الواجب يحتم علينا المسارعة في رفع الظلم عنهم أولا ثم نناقشهم أو نناصحهم بعد ذلك إن كان لديهم بعض المفاهيم (الخاطئة) حسب ما يثار من مزاعم، وقد أشار إلى ذلك أحد علماء الأمة الأفذاذ في لقاء متلفز وهو الشيخ الفاضل عبد العزيز الفوزان، حفظه الله.ليس هذا وقت الذهول والاستغراب أبدا أيها العرب إزاء ذلك الاجرام الشنيع الذي تقترفه أيادي الصهاينة المعتدين، فانهم جبلوا على ذلك ومن السهولة إثبات نذالتهم وخستهم كما نرى ونسمع. وعقيدتهم المزورة تبيح لهم ذلك، لكن ما يثير الاستغراب والدهشة حقا أن يتأخر ولاة أمرنا وقادتنا كل هذا الوقت وكان يكفي أن يحركوا نسبة الربع من جيش واحد لايقاف بني صهيون ولا أقول إسرائيل وإجبارهم على قبول شروط اخوة الجهاد المرابطين في غزة وحول المسجد الاقصى فورا ودون مماطلة، بل إنني أجزم ان بامكان العرب أن يطردوا جيش اليهود من فلسطين في عدة ساعات لكنهم رغم كل المعطيات والدوافع مازالوا يخطبون ود الصهاينة وهذا ليس مثيرا للاستغراب فحسب، بل يشكك في مدى أهليتهم للزعامة والقيادة، وقد يعلل بعضهم أن لهؤلاء حسابات خاصة قد تخفى علينا، فأقول: لقد ولى ذلك الزمان وجاء وقت القصاص!! ومن أرض قطر الأبية الطيبة تنادينا عقولنا الرشيدة إلى تضافر الجهود وتوحيد الصف وتوظيف الطاقات لاثبات حق إخواننا أهل غزة وفلسطين ورفع الظلم عنهم وتأييد نضالهم المشروع وان نربو بأنفسنا عن إلصاق التهم جزافا باخواننا المرابطين، وأن نحذر من الوقوع في شراك العدو لان وصف المجاهدين الشرفاء بصفات سيئة يعني أننا أصبحنا جزءا من مخططات الصهاينة الذين يهدفون إلى نسف آيات صريحة من كتاب الله عزوجل تدعونا إلى إعداد القوة وتجهيز العدة لمواجهة أعداء الله وأعدائنا وصدهم عن انتهاك الحرمات والمقدسات؛ فنحن مأمورون شرعا بذلك كي نرهبهم فلا يجرؤوا على الاعتداء علينا أو التعدي على حرماتنا، فارهابنا لهم في هذه الحال محمود مشروع، أما إرهابهم لنا ولاخواننا فانه مذموم ممنوع. فيجب التنبه لذلك وتفنيد ما يثيرونه من شبهات حولنا.أما أنتم يا أبطال المقاومة فلكم منا خالص التحية والتقدير والاجلال، فأنتم فقط من رفعتم رؤوسنا وأرجعتم مجدنا في زمن الذل والهوان، وقريبا باذن القوي العزيز يخضع بين أيديكم دعاة كامب ديفيد وأوسلو ومدريد ومنتجعات صهاينة أمريكا وهم مذعنون لكم وصاغرون امامكم؛ فقد بدؤوا بطي ملفاتهم وانكشف للعالم الحر ما يسعون لتحقيقه من أغراض، بعد أن خططوا لنزع سلاحكم وتسليمكم للأعداء، لكنكم أفشلتم كيدهم بتوفيق الله وسوف تتوالى الحقائق الدامغة لتؤكد أنكم منتصرون رغم أنوف صهاينة العرب والعجم.من القلب من الناس باذلون للخير داعون للمعروف صانعون للجميل، يلاقون اوجاعهم الطاحنة بوجوه وقلوب محبة صافية، أشكر اختا فاضلة وزميلة جادة، وأما رؤوما احسنت ظنها بي ومنحتني فرصة للتقرب إلى الله، أسأل المولى القدير أن يفرج همها ويشرح صدرها ويبلغها وفق رضاه أملها — آمين —.