31 أكتوبر 2025
تسجيلفي مصر الغالية، وبعد ان تم التخلص من النظام السابق، تمتع أبناء هذا البلد بأجواء حرية كبيرة، لم تكن موجودة في ظل التضييق الاعلامي الذي كانت تمارسه سلطات النظام السابق. وتم السماح للجميع بإصدار الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية وتأسيس التجمعات والأحزاب. وأصبح الجميع يدافع عن توجهاته وآماله وطموحاته من خلال الحرية الاعلامية التي جاءت بها ثورة 25 يناير، ومن دون خوف او ملاحقة أو تضييق عليهم. وقد التزمت غالبية وسائل الاعلام المصرية بالحدود الدنيا في احترام الآخرين المخالفين لها، ومن غير الاساءة والتعرض لهم أو شتمهم أو ممارسة التحريض الطائفي والديني والسياسي. ولكن مع الاسف فان هناك من بعض ونقول القلة من وسائل الاعلام المصرية، خالفت الروح والمبادئ والعقيدة الاعلامية للمصريين، وقامت بأساليب لا يمكن لها الا ان تندرج تحت اسم "البلطجة الإعلامية" نظرا لان ما يقومون به هو سب وشتم ولعن وتخوين، واستخدام جمل وعبارات غير اخلاقية لا تمت بصلة الى الاعلام الراقي المصري. كم ان هذه القلة استخدمت الشعب المصري بكافة شرائحه وطوائفه للتستر خلفه، لتحقيق ثقافة هابطة غير أخلاقية في التعامل مع الآخرين المخالفين، ومحاولة نشرها وتسويقها بين فئة الشباب المصري، لتكون مرتكزا يرتكز عليها في مخاطبته للآخرين المخالفين، خلاف الثقافة الاعلامية الراقية التي تنتهجها معظم الصحف والفضائيات المصرية. ومما يؤسف له ان تقوم فضائيات "البلطجة الإعلامية" بشتم وسب دول وشعب الخليج بطريقة وقحة، لا يمكن ان تصدر عن صحافيين وإعلاميين مصريين كانوا ولا زالوا قدوة ومثالا لنا. فمرة يقوم قادة "البلطجة الإعلامية" بالإساءة للسعودية والكويت والإمارات، ثم بعد ذلك يقومون بالإساءة لقطر ومدح السعودية والكويت والإمارات بعدها يسيئون للبحرين ويمتدحون قطر..وهكذا ديدنهم. انا علينا كصحافيين وإعلاميين خليجيين التصدي وبكل قوة لثقافة "البلطجة الاعلامية" وعدم انتشارها بين الخليجيين، من خلال عدم استخدام نفس الاسلوب الهابط الذي يستخدمه هؤلاء الأشخاص. ان علينا الرد على مخالفينا بالرأي بكل عقلانية وبالحجج وبالأدلة. كما ان علينا أيضا التصدي بكل قوة لمن يسئ الى أي دولة أو رمز خليجي، حتى وان تم الثناء على بقية الدول الخليجية. فنحن كصحافيين وكأكاديميين خليجيين، لا تهمنا اختلاف وجهات النظر بين الدول الخليجية، بل يهمنا التصدي لمن يسئ وبكل قلة أدب للرموز الخليجية، مستخدما ثقافة "البلطجة الإعلامية". أما من ينتقدنا بأسلوب راق وبطريقة متحضرة، فإننا نرحب بكل وجهات النظر المخالفة لنا، طالما ابتعد عن ثقافة الشتم والسب واللعن.