15 سبتمبر 2025
تسجيلأتابع باهتمام ما بات عليه اللاجئون السوريون الذين ظنوا في فترات سابقة حينما وصلت غارات النظام المسمومة والقاتلة إلى داخل منازلهم واستهدفت أرواحهم وأرواح أبنائهم وتحولت الثورة إلى فوضى ثم حرب داخلية وخارجية وتقسمت الدولة، أنهم بهجرتهم إلى دول مجاورة عربية وغير عربية والانجرار وراء قوارب الموت نحو أوروبا سوف يكونون بمأمن كبير وبعيد عن القتل الذي وضعه النظام السوري المجرم في أولى أولوياته للقضاء على بدايات الثورة ثم ذهب مئات الآلاف من الأبرياء ضحايا لهذا التعنت والإجرام فشرد الملايين منهم ممن يسكنون المخيمات البالية التي لا تصد بردا قارصا ولا تحمي من الصيف الحارق ولا تتوفر بها أي مقومات الحياة الطبيعية التي تحق لأي إنسان أو حتى ممن اندمجوا داخل المجتمعات المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا وتوجه منهم نحو مصر والكثير ممن جرب حظه داخل أوروبا بخلاف من وصل ميتا على ضفاف شواطئها من أطفال ورجال كما تناولت بذلك المشاهد الحية المؤلمة لهم واليوم نرى أن الوضع قد تقدم للأسوأ للأسف فهؤلاء ما عادوا مرغوب بهم داخل هذه المجتمعات التي ظنوا أنهم قد لقوا فيها وطنا بديلا يغني عن وطنهم الأم الذي لاتزال قبضة بشار الأسد تتحكم به أو في يد أتباعه الذين لا يقلون عنه إجراما وإرهابا فعلى سبيل المثال لا الحصر لبنان الذي يعاني هو الآخر من مشاكله الاقتصادية والسياسية الداخلية الكبيرة وجدت فئات كبيرة من شعبه أن السوريين يزاحمونهم في الغذاء والدواء بل والانتماء لهذا الوطن فنظموا مظاهرة كبيرة مؤخرا تطالب السوريين بالرحيل عن لبنان وبالوسيلة التي يفضلونها فالمهم ألا يرى لبنان وجودهم على أرضه وهذه الفئات بلا شك لا تمثل شعب لبنان الشقيق المتعاطف تماما مع هؤلاء المغلوبين على أمرهم بلا حول لهم ولا قوة ولكن هذه الأصوات الجديدة أيضا تمثل شريحة رئيسية يتكلمون بلسان لبناني صريح وعلى جانب من لبنان بدأت تركيا التي أوت الملايين من السوريين أيضا تشن حملاتها المنظمة لترحيل هؤلاء السوريين المهاجرين غير النظاميين بحسب ادعاءات السلطات التركية وتوصيلهم للحدود البرية المشتركة بين سوريا وتركيا لإعادتهم لبلادهم في تصرف تفاجأ به سكان العاصمة الثانية لتركيا إسطنبول والنواحي المحيطة بها وتناقلت وسائل إعلام رسمية ومواقع التواصل الاجتماعي لكثير من الأساليب التي خرجت عن مسارها في بعض الأحيان لبعض أفراد الأمن التركي والذي أشار لها وزير الداخلية هاكان فيدان بأنه تم التعامل معها بحزم وعدم تكرارها مستقبلا لذا فالرؤية العامة تشير إلى أن اللاجئين السوريين باتوا أيضا تحت مجهر الترحيل القسري في تركيا بعد انتقادات كبيرة من المعارضة برزت في حرب الانتخابات الرئاسية التركية ووجهت إلى الرئيس أردوغان نفسه وحكومته بأن استضافة كل هؤلاء الملايين يمكن أن يسبب خللا في التركيبة السكانية للأتراك وسط عجز ملحوظ على استقبال المزيد منهم وهو أمر طبيعي يمكن أن تتعرض له أي بلد وتقوم على الموازنة ودراسة هذا التضخم في استقبال اللاجئين وعلى الضفة الأخرى من أوروبا أيضا فالوضع لم يعد مريحا للسوريين وكثير من المهجرين العرب الذين توسموا خيرا بالغرب فها هي بريطانيا التي تتعرض اليوم لانتقادات شديدة بعد أن توقفت عن تحمل المزيد من الحالمين فجمعت المهاجرين له بصورة غير نظامية في سجن كبير عائم في البحر لحين البت في أمرهم وترحيلهم إما لأوطانهم الأصلية أو لبلد ثالث آمن في صورة تدل على أن إنسانية الغرب باتت صرحا من خيال سابق فهوى وهذه السياسة باتت متبعة في كثير من دول أوروبا المطحونة اليوم في مشاكلها الاقتصادية الداخلية العويصة التي زادتها سوءا الحرب الروسية الأوكرانية وعليه فإن وضع السوريين تحديدا اليوم على كف عفريت كما يقال فلا نظام يقبل بعودة المهجرين منهم إلا للمطلوبين الذي يتحين الفرصة لاقتناصهم وإدخالهم غياهب سجونه المظلمة ولا دول أصبحت ترحب بوجودهم وإن ظلوا فإن ظروفهم لا تبدو بصورة أفضل مما كانوا يأملون في الوقت الذي لا يجد العرب فرصة للتفكير بهم والاهتمام بوضعهم للأسف.