16 سبتمبر 2025

تسجيل

الحياة مطار

24 يوليو 2022

منظر المطار في هذه الفترة ما بين مرتحل وقادم وعابر يدل على أن الإنسان لا يمكن أن يعيش فترة من الرتابة ويحتاج لشيء من التغيير والترفيه عن النفس، فهذه النفس لا تقبل أن تظل كما هي بل تحب أن تكون مثل النهر الجاري الذي يسير ويمر بمحطات وأماكن ويستفيد منه الغير، أفواج من العائدين إلى أرض الوطن الذين ارتأوا أن يقضوا بعضا من الإجازة الصيفية مع أسرهم التي تبعدهم عنها ظروف العمل والدراسة في بلاد مختلفة الأجواء والمناخ والعادات والتقاليد والطبيعة الجغرافية مما يتيح لهم الاطلاع عليها والاستمتاع بها لمزيد من المعرفة وزيادة المخزون المعلوماتي لديهم وتوسيع مداركهم والعمل على التطلع لأفق جديد. ومغادرون انتهت رحلتهم في بلادنا وتمتعوا بما فيها من نهضة وأماكن سياحية رغم حرارة الجو وحان وقت عودتهم وشهد الكثير منهم على التطور الذي شهدته بلادنا خلال الفترة الماضية وما تقدمه للحدث الكبير الذي ستشهده بلادنا قريبا والذي أعطى قطر سمعة طيبة في العالم كله. وعابرون يتخذون المطار فرصة لقضاء وقت في بلدان قد لا تتاح لهم زيارتها إلا من خلال أوقات قصيرة في انتظار طائرة أخرى تنقلهم لبلد آخر يرغبون بزيارته. تنظر في عين كل من هو موجود في المطار وهو يجري هنا وهناك يبحث عن شيء ما يحتاجه ويهدف إليه تشعر أن كل حواسه وادراكه متوجه لذلك الشيء بعيدا عن أي اهتمامات أخرى، وبعد أن يجده يلتفت لغيره وهكذا تمضي الحياة بين مغادر وقادم وعابر. فالحياة بدايتها طفل يصرخ وهو يولد لأنه سيظهر لحياة لا يعرفها يستقبله الأهل بفرحة واستبشار ثم مغادر وقد انتهت فترة اقامته في الحياة ويخلف بعده من يتألم وبحزن وأخيرا عابر وهو سوف يكون في النهاية إما قادما أو مغادرا. وهؤلاء كلهم قد عاشوا حياتهم بين دراسة وعمل وحياة أسرية واستطاعوا ان يوفروا ما يعينهم على هذا القدوم وهذه المغادرة وذلك العبور. وستظل الحياة كالمطار له أبواب للمغادرين وأخرى للقادمين وإشارات للعابرين والترانزيت.