18 سبتمبر 2025

تسجيل

مــن بـاع ليــس كـالــذي اشترى !

24 يوليو 2019

في الوقت الذي كانت فيه قوات إسرائيل تهجم على منازل الفلسطينيين في منطقة (صور باهر) على مقربة من السياج الفاصل بين القدس والضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 وتدمر ما يزيد على 12 مبنى، ويخشى السكان أن تمتد عملية الهدم إلى أكثر من 100 منزل آخر، كان هناك وفد عربي من سعوديين وعراقيين يزور إسرائيل سيزور متحف تخليد ذكرى الهولوكوست والكنيست وأماكن مقدسة في القدس، وسيعقد الوفد اجتماعات مع أعضاء كنيست ودبلوماسيين إلى جانب جولة في إسرائيل في إعلان عن تطبيعه الكامل مع الكيان الصهيوني وتأييده لسياساته الموجهة ضد الوجود الفلسطيني في المناطق التي تحتلها إسرائيل، بل إن الأمر لم يتوقف عند هذا الإعلان المشين بل امتد إلى تباهي أحد السعوديين (المطبعين) وترجل ماشياً على قدميه في شوارع القدس القديمة مرتديا الزي السعودي، بالإضافة إلى (بشت أسود) بعد أن كان قد خرج قبيل زيارته المشؤومة هذه في بث حي نشره على مواقع التواصل الاجتماعي يعلن فيه حبه لإسرائيل وأنه يأمل يوما زيارتها وتأييده الحار للتطبيع السعودي الكامل معها في مشهد تداوله كثيرون حتى وصل إلى شعب فلسطين المحتلة الذي لم يكن قد نسي وجه هذا المتبجح السعودي والذي جاء إلى مدينتهم القدس متبختراً ببشته وثوبه ويلقى ترحيباً خاصاً من الفلسطينيين لا سيما أشبالهم الذين بصقوا على وجهه وشوما وختوما للاستدلال على مدى كراهيتهم لهذا (الخائن).. كما وصفوه وهم يشتمونه ويطردونه من منطقتهم بينما وقف هو موقف الشخص المهادن الذي لا حول له ولا قوة أمام تصرفات المواطنين الفلسطينيين الذين كان ألمهم يكبر مع ظهور خونة عرب أكثر في الوقت الذي كان فيه هؤلاء الخونة وأشباههم يتهمون شعب فلسطين بأنه قد باع قضيته ونسي أرضه الذي يموت عليها أبناؤه كل يوم على يد محتل غادر يلقى كل يوم من يشد على يده ويسير بجانبه إلى الإعلان الكامل للتطبيع المشترك معه في بيع فاضح وواضح للقضية الفلسطينية التي شربنا مُرّها منذ نعومة أظفارنا وتناقلتها الأجيال حتى وصلت إلى عقد من زمان مضى لم يعد فيه أطفالنا يعرفون ماهي فلسطين إلا حبرا على ورق مدرسي باهت لم يعرفوا فيه ماذا تعني فلسطين وأنها قضية العرب المتوارثة منذ ما يقارب قرن من الزمان حتى تغلغل حب إسرائيل في بعض النفوس الرخيصة والقلوب المريضة وسارت اتفاقيات السلام والمعاهدات الدولية برعاية أممية وأمريكية لجانب تل أبيب الناعم وتزهزهت صورة إسرائيل في عيون بعض العرب الزائغة وتصالحت المصالح التي لم تعد ترى في الحق الفلسطيني الوسيلة لتحقيقها بينما رأى هؤلاء أن الوقوف بحياد في العلن ومساندة الجانب الإسرائيلي في الخفاء هو أمر لا يقلل من الدعم الذي استطاعت واشنطن أن تحصل عليه لصالح صغيرتها المدللة إسرائيل ولعل الخطوة الجريئة التي قام بها ترامب في الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولم يجرؤ عليها سابقوه من ساكني البيت الأبيض هو ما زرع الشجاعة لبعض العرب والخليجيين لإعلان شراكتهم لهذا الكيان الذي بات في نظرهم دولة قانون وسيادة يجب أن تُحترم وها نحن نرى الوفود التي باتت تحج لإسرائيل لا سيما بعض الدول الخليجية التي أصبح إعلان التطبيع الكامل مع تل أبيب مجرد وقت فقط بعد أن قامت البحرين علنا باستضافة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو وتغنى وزير خارجيتها بالعلاقات الطيبة التي تجمع بلده مع إسرائيل بينما قامت (زعيمة دول الحصار ومدبرة الشر) دولة الإمارات باستضافة وفود إسرائيلية كان آخرها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي تجول بحرية كاملة في شوارع أبوظبي وزار مسجد الشيخ زايد الذي فقد حرمته الدينية منذ زمن طويل بعد أن استباحته جميع صنوف البشر الخارجة عن منحى الدين والحشمة وتغنى بهذه الجولة معربا عن تعاون بلاده مع الإمارات للتباحث بشأن التهديدات الإيرانية في المنطقة وعلى إسرائيل تحديدا بينما وقفت الرياض موقف (العراب) لكل هذه العلاقات الخليجية الإسرائيلية التي باتت تطفو على السطح وتُشتم رائحتها النتنة حتى وقت الإعلان الكامل بينها وبين إسرائيل رغم الترويج الفاضح لهذه العلاقة من خلال إرسال وفود صحفية سعودية وتباهي الكثير منهم بتأييدهم للكيان الصهيوني دون أن يجدوا من يمنعهم أو ينهرهم وحتى موعد انتقال هذا التزاوج من شكله العرفي في السعودية إلى شكله الرسمي سيلقى كل مطبع عربي وخليجي الذل الذي سيلحقه كما لحق السعودي (محمد سعود) وهو يجاهد لمنع طفل فلسطيني صغير من أن يهجم عليه ويبصق بوجهه!. فاصلة أخيرة: ستظل فلسطين عربية للأبد شاء من شاء وأبى من أبى وحكم من حكم والذي باع ليس مثل الذي اشترى!. [email protected]