27 أكتوبر 2025
تسجيلالتوقيت الذي اختاره أمير البلاد المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني /حفظه الله/ لإعلان خطابه الموزون يوم الجمعة الماضي يحمل مغازي كبيرة ربما وفق تحليلي الشخصي أنه أراد بذلك أن يطوي صفحة سوداء حصرها سموه فيما بين يوم 23 أبريل يوم الاختراق وحتى إعلان وزارة الداخلية القطرية يوم 21 يوليو الجاري الحقيقة المدوية بتورط دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا العمل الشنيع، لقد أزاح سمو الأمير المفدى كل لبس متعلق بهذه الجريمة وأثبت للعالم أن لا شيء أقسى من أن تتلاعب دول بأمن دول أخرى دون حساب أو عقاب، والآن المرحلة القادمة والتي نتفق جميعا عليها أننا مع سمو الأمير في طي صفحة التحريات والتحقيقات والتأويلات والتحليلات من 23 أبريل إلى 22 يونيو 2017م والالتفات إلى ما بعد الإعلان الصريح والتوجه نحو مطالبة تطبيق الأحكام القضائية وفق القوانين والأعراف الدولية، ومن الآن تعمل كل أجهزة الدولة على عرض مستنداتها الموثقة لانتزاع حكم قضائي منصف في هذا الإجرام غير المسبوق . منذ الآن لن نلتفت إلى الوراء وسيقفل الباب على كل من يريد أن يدس أنفه في تمييع القضية لحماية فاعليها، وعلى كل من أراد أن يتهرب من المسؤولية ويبسط القضية التي بانت كالشمس وعبر عنها رجال القانون والمجتمعات المدنية قبل الرسمية بأن ما تعرضت له دولة قطر هي فعلة غير مسبوقة في الأعراف الدولية وتبين منها أن الحملة والخطوات التي تلتها خططت سلفا للاعتداء على قطر ، وبفضل من الله وبحنكة قيادتنا الرشيدة استطعنا التفوق عليها أخلاقيا بعد أن رفضنا الوصاية التي حاولت دول الحصار فرضه علينا باستعمال لغة الإملاءات والتشهير وهو ما لا يجوز لا قانونا ولا أخلاقا، وزاد من صلابة الموقف القطري إبان الأزمة وقوف الدول العربية والأفريقية التي اختارت أن لا تنحاز إلى مخططاتهم وفي معظمها كانت مواقفها مساندة لدولة قطر. منذ الحبكة الإجرامية للدول المحاصرة للنيل من كرامة قطر والدولة لم تتوان في كشف الحقائق مرة تلوى مرة إلى أن رد الله كيدهم في نحورهم فاكتشف العالم صبيانية الفاعلين في حكاية الاختراق لتمرير مآربهم الشريرة، وكانت كلمة سمو الأمير حازمة في مواجهة المعتدي ووضعت حدا للأقاويل فاتسمت بالعقل وبروح التضامن، وزاد من احترام العالم الحر لنا وقوف الشعب القطري بكل فئاته وأجهزته الإعلامية ندا قويا ضد تلك الفئة الضالة، وأعطى سموه في هذا الصدد القول الفصل بتوفير الضمانات حتى لا تعود هذه الأساليب لاستهداف الشعوب واعتبر أن الأزمة كانت فرصة لاستكشاف مكامن قوتنا . لم تمر على تلك الفترة سوى ثلاثة أشهر تقريبا تعلمنا منها عبرا كثيرة وشكلت لنا مفترق طرق للتخطيط لمستقبل واعد ونبراسا نسترشد به طريقنا الصحيح لنصحح به مسار مستقبل أجيالنا، ولن نلتفت للوراء الذي خلف حثالة لا تحمل إلا الشر وتعويق مسار التنمية الإنسانية، وكما قال سموه في كلمته //سنسعى لتحقيق الاستقلال الاقتصادي وتعزيز الأمن والعلاقات الدولية مع تطوير القوى الناعمة، كالتعليم والإعلام وغيرها من الجهود نحو تكريس الإبداع والتفكير المستقل والمبادرات اللامادية وفي نفس الوقت محاربة الكسل وكل أشكال التخلف//."رب ضارة نافعة" عبارة جاءت ضمن كلمة سمو الأمير المفدى سنبني عليها واقعنا الجديد لنعلم أن هذه الأزمة أعطتنا عبرا ودروسا تفيدنا في سد النواقص وتشخيص الأخطاء. وسلامتكم