23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أعرف من أين أبدأ، أمن فراش المرض الذي التهم جسدك، وعشت معه بصمت ولم يمهلك طويلا، أم مما تركته بعد رحيلك المفاجئ من ألم حارق؟. أدمعت العيون وأفجعت القلوب فعم الوطن صخب. وصمت كما هي حياتك التي آثرت ورغبت أن تعيشها بعيدا عن جلجلة الإعلام وضجيج الأضواء، وتتحمل بنفسك آلامها وأحزانها، ولكن كان أملنا وإيماننا في الله أن ينزل رحمته على جسدك العليل، لتتعافى وتعود بأحلامك وأمانيك لتكمل مسيرة عطائك في خدمة الوطن بإخلاص وانتماء كما عرفناك قريبا، وكما عرفك محبوك من أبناء الوطن، ولكنه القدر المكتوب والذي ذكره الله -تعالى- في كتابه العظيم؛ "لكل أجل كتاب" وقوله "أينما تكونوا يدرككم الموت ولوكنتم في بروج مشيدة". يوم الجمعة الماضي22/7 كان موعد الفنان وعميد الموسيقى القطرية عبدالعزيز ناصر -رحمه الله- مع القدر شئنا أو أبينا، بكينا أوتألمنا. لتنطوي صفحة طالما رسمت ألحانا شجية بأحاسيس عميقة وطنية على جداريات الوطن تجاوزت أسوارها خارج حدوده، عبر عن تراث الوطن القديم، بمكنوناته القديمة التي عشقها منذ صغره بكل عمق وطني وإحساس صادق، تجاوز بمفاهيمها وقيمهاالتراثية عقول الصغار قبل الكبار، لينقلها لهم بأهازيج جميلة وكلمات سلسة، معبرة "العايدوه" و"الكرنكعوه" نموذجان تراثيان لا ينضب ترددهما على ألسنة الصغار، وهاهي "أم الحنايا يدفوها على السيف". وصوت البحر وتلاطم الأمواج وعودة الغواصين تعود بِنَا بحنين إلى زمن الآباء والأجداد، ومن يغيب عنه معايشته مع القضايا والهموم الوطنية. والعربية والإنسانية، ونقل مشاعره تجاهها بألحان شجية لاتخلو نبراتها من لمسات الحزن الخفي التي تعيش في وجدانه أضفت عليها جمالا وصدقا، فشغتله قضية العرب والمسلمين الأولى، فقدم للقدس "أغنية أحبك يا قدس"، "ع القدس رايحين" "عربية يا قدس"، "والقدس حبيبتي" كما غنى على بيروت "فقدم لها آه يابيروت" وعلى الإنسانية المظلومة في لحن أغنية "إنسان" "تصدق"، وغيرها من الألحان الجميلة القوية تعجز أقلامنا عن حصرها، نتركها للواقع يردد صداها. رحل عبدالعزيز ابن الوطن البار عملاق الموسيقى الوطنية، بجسده الطاهر لتلتقي روحه ببارئها، وشيعه إلى الثرى الكثيرون وبكى عليه الكثيرون، وعبر عن رحيله الكثيرون، وسائل التواصل الاجتماعي لم تتوقف عن توديعه والدعاء له بالمغفرة والرحمة، كما لم تتوقف عن ذكر إنجازاته الفنية الموسيقية الوطنية، أليس كما يقول الشاعر: الخط يبقى زمانا بعد صاحبه وصاحب الخط تحت الثرى مدفونهكذا يا عبد العزيز رحلت، ولكنك تركت ثروة وتركة كبيرة لوطنك من الإنجازات الوطنية في اللحن والموسيقى. لايمكن أن تنطوي أوتنسى، فهل سننسى"الله ياعمري قطر" التي ترددها الألسنة في المناسبات الوطنية! أم سننسى نشيدنا الوطني "السلام الأميري" الذي يشعرنا بقوة الانتماء للوطن، حين نسمع لحنه القوي فنقف احتراما ومحبة وإجلالا لهذا الوطن ولترابه. أم ننسى دماثة خلقك وسعة ثقافتك وجمال هدوئك حين يقترب منك من يجالسك في ألاحاديث والمناقشات. رحلت وتركت في قلوب أهلك ومحبيك ووطنك حزنا عميقا ولكن عزاءنا يجسده وفاءك وحبك وصدق مشاعرك للناس والوطن، عزاؤنا أنك تركت دار الفناء إلى دار البقاء، نحن جميعا إليها راحلون! تألمنا ياعبدالعزيز لفراقكولكن ألم الوطن على رحيلك أكبر، وسيبقى لحنك ڤيثورة يعشقها المتذوقون للإبداع، والباحثون عن أعمال موسيقية صادقة بعيدة عن النشاز. وداعا ياصاحب اللحن الصادق!. رحمك الله. وأسكنك الفردوس. الأعلى مع الأنبياء والصالحين والشهداء ،