16 سبتمبر 2025
تسجيلأوقفت كبرى شركات الطيران العالمية (بما فيها الأمريكية) رحلاتها إلى إسرائيل التي جنّ جنون نتنياهو وقادتها الآخرين جرّاء هذا القرار.هم من ناحية لا يريدون الاعتراف بمفاعيل الصمود الفلسطيني في مواجهة العدوان ولا بحالة "توازن الردع" بين الطرفين ولا بحالة الرّعب الكبيرة التي أوصلت إليها الفصائل الفلسطينية الإسرائيليين عندما يتم إطلاق وجبات الصواريخ اليومية الفلسطينية على المدن والمستعمرات في الداخل الإسرائيلي.من ناحية أخرى إنها المرّة الأولى التي توقف فيها شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى إسرائيل، الأمر الذي يشي بأنه وفي حالة استمرار العدوان والتصدي الفلسطيني له فإن تداعيات أخرى ستظهر على الساحة الدولية.المذابح الإسرائيلية في الشجاعية وفي مناطق أخرى في غزة انكشفت إعلاميا، وجابت تغطياتها معظم أنحاء العالم مظاهرات في المدن الكبرى تجوب شوارعها بشكل شبه يومي استنكاراً للهمجية الصهيونية.من أجل ذلك بدأ نتنياهو متهجم الوجه وعابساً وقليل الكلام في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده بالأمس مع بان كي مون وكان كاذباً ومزوّراً في كل ما يقول، فهو من جهة يحمّل المسؤولية للفلسطينيين باستهداف المدنيين الإسرائيليين، ويحمّل حماس تعطيلها حلّ الدولتين! ما نقوله: إن عدد الخسائر الفلسطينية من مئات الشهداء وآلاف الجرحى ترد على افتراءات هذا الكاذب، إضافة بالطبع إلى صور الفظائع الصهيونية بحق الفلسطينيين، فالشمس لا تُغطى بغربال، وفي زمن التقدّم التكنولوجي من الصعب على مطلق إنسان تزوير الحقائق والأخيرة هي "صحيحة" فقط في الخيال المريض لصاحبها الذي غالباً من ناحية طبية أن يكون مهووساً.حصار غزة لإسرائيل يتمظهر في مشاهد كثيرة تبثها وسائل الإعلام وفي تحليلات الخبراء السياسيين والعسكريين عما يدور عن العدوان ومجابهته.هناك حملة في إسرائيل منصبة على تقصيرات الاستخبارات الإسرائيلية عمّا يجري في غّزة، وخاصة مواقع الصواريخ الفلسطينية. أيضاً، فإن الإسرائيليين يتهمون جيشهم "بالتقصير" في حسم المعركة.هم تصوروا أنه سيتم قصف صواريخ المقاومة الفلسطينية وتعطيلها في بضعة أيامٍ قليلة. الذي حصل أن المقاومة مستمرة في قصفها للأسبوع الثالث على التوالي ولديها القدرة (كما تقول مصادر عديدة) على الاستمرار طويلاً في المعركة. كذلك الإسرائيليون يتهمون قادتهم بالكذب الإعلامي، وتقليل الخسائر الإسرائيلية بين الجنود والضبّاط وفي مصارحتهم بحقيقة الوضع في الصراع. جيش الاحتلال يحاول التغطية على كل تلك المظاهر والتداعيات الداخلية للعدوان على الداخل الإسرائيلي بقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين وكأن قتلهم سيكون "العلامة البارزة" في تحقيق "الانتصار" الإسرائيلي! كل ذلك لا يعكس سوى أزمة إسرائيل على المستويات السياسية والاقتصادية، فتكلفة العدوان حتى اللحظة كلّفت إسرائيل ثلاثة مليارات شيكل، إضافة إلى ضرب موسم السياحة في (بلد الأمن والأمان، كما يجري الترويج!). وعلى المستوى الاجتماعي الأخلاقي للحرب مفاعيلها أيضاً في ارتفاع وتيرة الهجرة منها، وتقليل أعداد المهاجرين إليها، إضافة إلى الجرائم والمذابح الصهيونية بحق الفلسطينيين والتي كشفها العالم وبدأ يدرك حقيقة هذه الدولة.هذه الجرائم تذكر العالم بمشاهد الفظائع النازية والفاشية تجاه الشعوب في الحرب العالمية الثانية، ليس كذلك فقط، فإسرائيل تفوقت عليها فيما ترتكبه من جرائم.