14 سبتمبر 2025
تسجيل• كم هو عظيم شهر رمضان الذي بدأت بركته وعظمته بنزول كتاب الله الكريم في أيامه المباركة ليكون منهجاً ربانياً يعلمنا جميعاً كل مناهج الحياة وتتفاصيلها بأسلوب راقٍ ومنظمٍ دون تكلف ولا تصنع. • كم هو عظيم هذا الشهر الذي تتفتح فيه أبواب الجنة وتُغلّق فيه أبواب جهنم أعاذنا الله وإياكم منها ورزقنا الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل، شهرٌ تصفّد فيه الشياطين وتميل فيه الأنفس للسكينة والرحمة. • ولنا كمسلمين تاريخ مشرف في هذا الشهر العظيم بدأ بنصر مؤزر لنبيه الكريم وأتباعه من المؤمنين الصادقين في غزوة بدر، دحر الله به من تجبّر وطغى من مشركي مكة لتبدأ بعدها مرحلة التمكين في الأرض ونشر نور هذه الرسالة للناس أجمعين وإعلاء كلمة الحق وإرساء دعائم دولة الإسلام الحقيقية، لتتوالى بعدها الغزوات والمعارك حتى وصل الإسلام إلى شتى الأقطار في مشارق الأرض ومغاربها، الا أن البداية تظل هي الأهم في إرساء دعائم هذا الدين والبداية بدأت في رمضان واكتسبت بركة هذا الشهر لتكون فاتحة خير على المسلمين لمستقبل مشرق يمكّن الله لهم في الأرض وينصرهم نصراً مؤزراً، ويجعل كلمتهم هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى. • وها هو رمضان يهل علينا عاماً بعد عام وليس لنا إلا التغني بتاريخنا المجيد الذي سطره أبطالنا المجاهدون في نشر هذا الدين وإعلاء كلمة التوحيد وإخضاع الدول والأمم لهذا الدين الحق، في وقت ضعفت فيه الأمة ووهنت وتكالب عليها الأعداء من كل صوب وحدب ووصلنا إلى مرحلة متقدمة من الذل والانكسار. • ولأن رمضان هو دائماً ما يكون ملهمنا ومصدر قوتنا حتى لو كانت الأوضاع الحالية تخالف هذا الشيء إلا أن رمضان هذا العام يختلف كثيرا عن الأعوام السابقة، فلقد أحيا اخواننا في سوريا ما تبقى من نخوتنا وعزتنا العربية والإسلامية عندما سطروا أروع البطولات والتضحيات في الأيام الماضية بإلحاقهم الخسائر الفادحة في مفاصل النظام وقضائهم على أعتى مجرميهم لينالوا جزاء من اقترفوه من جرائم في حق الشعب السوري الأعزل. ها هي تباشير الخير تهل على المجاهدين الأبطال قبيل قدوم الشهر العظيم وها هي الانتصارات تتوالى بعزم وثبات في هذا الشهر، ووجوه الذين ظلموا من جنود بشار وأعوانه تزداد سواداً وذلاً. • ومن كرم الله عز وجل على عباده المجاهدين على أرض سوريا أنه أعانهم على إلحاق الخسائر الفادحة بجيش بشار المدجج بكل الأسلحة الفتاكة وبالذات في هذا الشهر الكريم الذي كبّرت فيه الحناجر الصائمة لتزرع الرعب في قلوب الذين كفروا لينالوا جزاءهم في الدنيا جرّاء جرائمهم التي لم يسبقهم اليها أي نظام مجرم. • فها هو وعد الله لعباده الصالحين الصابرين بالنصر والعزة "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" (محمد: 7)، "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" (الروم: 6)، فهنيئاً لكم يا أبطال سوريا هذه المكانة وهذا الوعد الصادق وجعله الله نصراً قريباً تقر به عيون الذين آمنوا بالله ورسوله. • ومع ارتفاع وتيرة القتال بين الجيش السوري الحر وقوى التحالف النصيري الرافضي فإن الوقائع على الأرض أثبتت مدى خوف وجبن بشار وأعوانه، فوالله إنهم عندما شاهدوا وقفة أهل الشام الأبطال ضد آلتهم القمعية فإنهم لا يريدون الآن إلا الفرار والنجاة بأنفسهم بعد أن عاثوا فساداً وظلما في أرض سوريا الطاهرة. • في اعتقادي أن النظام سيقوم باستخدام أسلحته الكيماوية لقناعته بأنها أصبحت الطريقة الوحيدة التي بإمكانها أن توفر له ممراً آمناً يفر به بجلده بعد أن حاصره المجاهدون البواسل في كل مكان، ونتضرع للمولى عزوجل أن يُخلص أهلنا في سوريا من نوايا هذا المجرم وأن يمكّن للجيش السوري الحر بالاستيلاء على هذه الأسلحة وتجنيب الشعب السوري مجزرة كبرى قد تُضاف إلى المجازر التي اقترفها هذا النظام البائد. • بدأت أبواق النظام وأعوانه تنهق وتُطلق رسائلها النتنة لتمجيد هذا النظام المجرم، فها هو نصر الله لا نصره الله يتحسر على ما يحدث لأخيه وقدوته النصيري مطلقاً العديد من الأكاذيب الساذجة ومن ضمنها زعمه بأن نظام بشار هو وحده من وقف مع غزة في عزلتها!! ناسياً ومتناسياً ما فعله في لبنان من اغتيالات ومؤامرات وزرع فتن لشق صفوف الوحدة الوطنية اللبنانية وتجنيد حزب الله لتنفيذ خططها التخريبية. ولاحظوا مدى التطابق بين رسائلهم الإعلامية فكلها تأتي في أسلوب واحد وممنهج وفق أساس فكري وحزبي واحد، فكلهم مجندون لخدمة أهدافهم في الهيمنة على العراق وسوريا ولبنان وذلك وفق خطط باتت واضحة وضوح الشمس. • نظام بشار سيسقط بحول الله وقوته قريباً وسيسقط معه عدد من القوى التي تُساند النظام ويُساندها، عندها سننعم بالأمن وسيتكشف لنا مدى المؤامرة التي تحاك لأمة التوحيد بغطاء ودعم من دول كبرى مصلحتها في أن تظل هذه المنطقة في توتر دائم!!