16 سبتمبر 2025
تسجيلمؤتمرات يعقبها مؤتمرات وتزدان شاشات التلفزة العربية والدولية بوجوه المؤتمرين ونسمع بيانات وخطب وتصريحات من العرب والعجم من كل جنس كلهم يطالبون بإنقاذ الشعب السوري من الهلاك. صحيح لكل من هؤلاء المؤتمرين أهدافه ومآربه في سورية، البعض محب والبعض كاره، البعض توريط والبعض تفريط ولكن الكل ينادي بوقف المذابح التي ترتكب في سورية الحبيبة ضد الإنسان والحيوان وتدمير الممتلكات. النظام السوري يقول كلكم يا حكام العرب تقمعون الخارجين عن طاعتكم المتظاهرين ضد نظمكم وتتوعدون بقطع يد كل من يعبث بأمن أنظمتكم وسجونكم مزدحمة بكل من يعارضكم فلماذا أنا مستثنى منكم؟ يقول النظام السوري إنكم يا عرب تتآمرون مع الصهيونية العالمية وأمريكا والغرب على سورية لأنها دولة المقاومة والممانعة ويرد العرب عن طريق كتابهم ومثقفيهم وصحافتهم تفنيدا لما يقول بشار الأسد وزبانيته ويتساءلون عن أي مقاومة تتحدثون وأي ممانعة تقصدون. الكاتب لا يريد أن يدخل في هذا الجدل البيزنطي ولكني أقول: إذا كان هناك مؤامرة وقد أدركها النظام القائم في دمشق بحسه وعلمه فلماذا لم يقلب الطاولة على كل من يتآمر على سورية الحبيبة وبكل بساطة وبدون إراقة قطرة دم واحدة وذلك عن طريق الاستجابة لمطالب الشعب في الإصلاح لقد كان يرى بأم عينه أنظمة عربية عاتية تتهاوى واحدا بعد الأخر لأنها رفضت مطالب الإصلاحات الوطنية، كما أنه يعلم أن الشعب السوري الذي واجه بكل شجاعة وإباء كل الحملات الصليبية والتتار وغيرهم من القوى عبر التاريخ ولم يستسلم لكل تلك القوى، فهل يعتقد بشار الأسد وأركان حكمه أن الشعب السوري سيستسلم لجبروته وطغيانه. لقد ركبت القيادة السورية جنون القوة والاحتماء بقوى إقليمية متمرسة في حروب المدن مدججة بالسلاح والمال الوفير والعقيدة الطائفية إلى جانب القوة الروسية والصينية وظن أنه سيحقق أهدافه بإطالة البقاء في كرسي الزعامة إلى ما لا نهاية وغاب عنه أنه لكل طاغية نهاية. (2) المؤتمر الوزاري العربي المعني بالوضع في سورية الذي انعقد في الدوحة في 22 / 7 شدد على الإسراع في الوصول إلى حلول توقف نزيف الدم المراق على امتداد القطر السوري الشقيق وللمرة الأولى التي يدعو المؤتمر الوزاري العربي الرئيس بشار الأسد للتنحي عن السلطة مقابل تقديم ضمانات لمخرج آمن، ووجه المؤتمر البعثات العربية في الأمم المتحدة أن تعمل لعقد اجتماع طارئ للجمعية العامة تحت بند " الاتحاد من أجل السلام " ومعلوم أن هذا البند يستدعى للعمل به عندما يفشل مجلس الأمن الدولي للوصول إلى اتفاق بين الأعضاء الدائمين في المجلس (أمريكا، روسيا الاتحادية، بريطانيا، فرنسا، الصين) ومعلوم أيضاً أن الفيتو الروسي الصيني قد حالا مرات ثلاث للوصول إلى إجماع بشأن الوضع في سورية. الأمر الثاني أنها المرة الأولى التي يقرر فيها الاجتماع الوزاري العربي تكليف وفد يرأسه معالي رئيس وزراء وزير خارجية دولة قطر للتوجه إلى موسكو وبكين لوضع القيادتين الروسية والصينية في الصورة كما يراها العرب. وكم كنت أتمنى لو أن العرب اتجهوا نحو موسكو وبيجين منذ اللحظة الأولى للأزمة السورية فمشكلتنا هناك وليست في لندن وباريس وواشنطن ولا بد أن يأخذ العرب في اعتبارهم مخاوف القوتين من الهيمنة الغربية الأمريكية على المجتمع الدولي وبالتالي على مصالح الدولتين في العالم خاصة الشرق الأوسط. جهد آخر تدفع به المملكة العربية السعودية في هذا الشأن وهو الدعوة لعقد اجتماع طارئ لدول " مؤتمر التضامن الإسلامي 57 دولة " في مكة المكرمة في العشر الأواخر من رمضان لتدارس الوضع المتفاقم في سورية ومحاولة إنقاذ الشعب السوري من الهلاك على يدي جيش النظام الحاكم وحلفائه الإقليميين والدوليين. (3) المجلس الوزاري العربي قرر تقديم مساعدة مقدارها 100 مليون دولار تخصص للاجئين السوريين وفي تقديري أن هذا المبلغ متواضع جدا فكل الدول المحيطة بسورية والتي تدفق إليها اللاجئون السوريون بأعداد كبيرة دول محدودة الإمكانات مثل الأردن على سبيل المثال وعلى ذلك أتمنى إعادة النظر في هذا المبلغ المتواضع علما بأن أمريكا تبرعت للأردن بمبلغ 100 مليون دولار لذات السبب. المجلس الوزاري في ختام أعماله دعا إلى تشكيل حكومة وفاق وطني انتقالية تكون ضمانة لكل مكونات المجتمع السوري لكن من يشكل هذه الحكومة؟ المعارضة أم النظام القائم في دمشق. يجب على المعارضة في الداخل والخارج والجيش الحر الاتفاق وتوحيد الكلمة وتشكيل حكومة تضم كل مكونات المجتمع السوري بما في ذلك حزب البعث من الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري قبل فوات الأوان. آخر القول: إسرائيل تهدد بضربة استباقية خشية تسرب الأسلحة الكيماوية إلى حزب الله في لبنان، وهناك حملة تخويف من الجهاديين والسلفيين والقاعدة والإخوان المسلمين بأنهم سينقضون على إسرائيل بعد إسقاط النظام انتبهو يا معارضين ويا مؤيدين لمستقبل سورية وليس مستقبل النظام وأفراده.