11 سبتمبر 2025

تسجيل

أمنوا العقاب فأساءوا الأدب

24 يونيو 2024

أعلم أنني قد تحدثت فيما سوف أقوله كثيرا، وأعلم أيضا أن كثيرا من أصحاب الفكر والقلم قد أسهموا في هذا الأمر أيضا ولكننا نعيد في هذا ونكرر لأننا حريصون على قيم هذا المجتمع من أن تُفك تمائمها، لا سمح الله، أو أن يستهين الكثيرون بها فيتمادون بما لا نقبله شرعا وعُرفا بأي حال من الأحوال. من يتجول اليوم في مجمعاتنا التجارية الكبرى والتي بات لها صيت يُسمع في كل أرجاء المنطقة بسبب قنوات التواصل الاجتماعي التي أصبحت ملفات ذاكرة تتناقل بين المتصفحين تجاربهم ومعيشتهم وتنقلاتهم التي تكون بلادنا من ضمن هذه المحطات ولكننا لاحظنا أن تواجد النساء غير الملتزمات بالزي المحتشم أو لأقل المقبول على أدنى تعبير باتت نسبته كبيرة مقارنة بالفترات الزمنية التي مضت في السنوات السابقة وأصبحنا نرى نساء يرتدين ملابس مكشوفة وشبه فاضحة في هذه المجمعات وبما لا يليق بقيم ودين وأعراف وتقاليد المجتمع الذي نحرص جميعنا على أن يظل محتفظا بهويته والتزامه وتميزه الذي يجعله مختلفا وغير مستنسخ من مجتمعات عربية كثيرة باتت هويتها مطموسة والالتزام بعيد عنها ولا يمكن أن تمثله رغم دينها وهويتها وجغرافيتها العربية المحافظة فأصبحنا نرى مثل هؤلاء يتمشين في هذه المجمعات بملابس تكشف عن أجزاء واسعة من أجسادهن بل إن منهن من تمادت وباتت تخرج ببطن مكشوف وتنانير قصيرة جدا وكأن الأمر بالنسبة لهن أمر عادي لا يخدش الحياء العام لهذا المجتمع الذي بات المربون والمحافظون فيه يحفرون في الصخر ليظل كما نشأوا عليه من قيم وشرع وتعاليم لا يخرج عنها جيل تلو الآخر. فما الذي حدث لكل اللافتات الموضوعة باستحياء على أبواب هذه المجمعات والتي تنبه الزوار بأن هناك قائمة من الممنوعات في اللبس والتصرف على الجميع التقيد بها؟! ماذا يعني أن تصغر مثل هذه اللافتات التي باتت بلا معنى ولا هوية ولا سلطة تنفيذية لمنع أي امرأة أو رجل من (الأجانب) من الدخول وهم لا يتقيدون بما يجب التقيد به حالا وليس في المرات القادمة؟! ما الذي جعل مثل هؤلاء يتمادون في الإساءة والتقليل من الآداب في اللبس والظهور وعدم مراعاة الذوق العام والتعاليم التي لطالما توارثناها جيلا بعد جيل؟! ألا يكفي صرعات العباءات (الباتمانية) التي تكلمنا عنها مطولا في مقالات سابقة سواء كان بقلمي أو بأقلام وتغريدات غيري وباتت تنتشر بين الفتيات الصغيرات ليأتي مثل هؤلاء ليقدموا دروسا مجانية وفاضحة لفتياتنا لكي يرموا براقع الحياء بعيدا وبهذه الصورة التي نعتبرها فجة تماما ومخيفة وتنبئ بأن يُحال مجتمعنا إلى باقي المجتمعات التي باتت مستنسخة من مجتمعات غير مبالية بهويتها ودينها والتزامها في وقت استُنسخت كل المجتمعات التي آمنت بالإمبريالية المطلقة وأصبح كل مجتمع يشبه الآخر؟! لم لا نُصِر على أن نحافظ على هذا الالتزام الجميل الذي يثبت اختلافنا وإن تحضرنا وتقدمنا لا يمكن أن يسير في خط متوازٍ مع التفسخ وإنه بلا شك يمكن أن يسابق الالتزام تحضُّرًا وتقدُّما وهرولة للأمام على غير المتوقع والمعمول به دائما؟! فإنني إنما حريصة على مجتمعي ومن هذه الكائنات التي تستهين بقيمنا فتتمادى وتتجرأ فتصبح أكثر وقاحة وجرأة من أن تلتفت لتلك اللافتة الباهتة الموضوعة بإهمال عند مداخل ومخارج المجمعات التجارية، فلا ينفذها رجل أمن واقف بلا حول له ولا قوة أمامها أو يلتزم بها زُوار استسهلوا العقاب فأساءوا الأدب تماما للأسف.