18 سبتمبر 2025
تسجيلفرض الرسوم المستمر يرفع الأسعار لا يزال الاضطراب في الأسواق العالمية مستمراً بسبب المخاوف من حرب تجارية بين الدول الأوروبية وأمريكا نتيجة فرض الأخيرة رسوماً على سلع أجنبية أبرزها الألمنيوم والحديد ، كما أخذ الاتحاد الأوروبي مسلكاً مماثلاً في فرض رسوم على المنتجات الأمريكية . وهناك توقعات جديدة بفرض رسوم أمريكية على السيارات ، وفي المقابل ستأخذ كتلة اليورو نفس المسلك ، وهذا بكل تأكيد سيكون له انعكاسات خطيرة على النشاط التجاري بين الدول. والرسوم الأمريكية والأوروبية المتبادلة بين أقطاب اقتصادية ، سواء كانت ورقة ضغط سياسي على الحكومات أو طريق لتحقيق أرباح ، فإنها ستؤثر على مسار النمو الصناعي والتجاري والمالي للكتلة الأوروبية المثقلة أصلاً بالديون المتراكمة ، فإن مضاعفة الرسوم ليست ربحاً بقدر ما هي إضعاف للاتفاقيات الاقتصادية بين الدول ، وتقويض جهود النهوض بالمؤسسات الصناعية ، ولن تحقق مكاسب واضحة سوى رفع الأسعار على السلع والإضرار بشركات وأفراد . كما يعاني الاقتصاد العالمي أيضاً من تأثيرات سلبية إثر توقعات بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي البريكست ، والذي سيؤثر على الإنتاج الأوروبي عامةً لأنّ التبادل التجاري والسوق الموحدة التي يزمع الاتحاد إنماءها ستضعف . أضف إلى ذلك ديون كتلة اليورو التي أثقلت كاهل الدول الأوروبية ، ومحاولات إنقاذ بعض الدول من الإفلاس لم تأت بنتائج مرضية لأنّ الوضع المالي المتأرجح يزداد سوءاً ، كما لا توجد اتفاقات مرنة بين دول اليورو للتخفيف من الانقسامات بينها. وبالرغم من تنامي الاقتصاد الأوروبي في الصناعة والتجارة والطاقة ، وتوجد العديد من اتفاقيات تحفيز الإنتاج الأوروبي إلا أنّ الديون قضت على الكثير من أحلام اليورو في تحقيق وحدة نموذجية . كل تلك التأثيرات انعكست سلباً على الأسواق الناشئة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بها ، لأنّ عمليات الإنتاج المتبادلة بين قطبي أوروبا وآسيا سيتأثر بسبب تفاقم الوضع المالي ، والحاجة إلى سيولة مادية مناسبة لتحريك عجلة الاقتصاد. وهي بالتالي تؤثر على الأسواق العربية التي تعاني من توتر سياسي غير مستقر ، وتأثر عمليات الإنتاج وضعف التجارة البينية ، وتراجع مستويات الأداء الاقتصادي ، وغياب الخطط الإستراتيجية للنهوض بالتكتل الاقتصادي العربي . يرى أقطاب الاقتصاد أنّ الاستمرار في نهج فرض الرسوم من شأنه أن يدخل العالم إلى نفق من زيادة الأسعار ، وتراجع خطط التنمية ، والتسبب في تأثر الأسواق الناشئة التي تعتمد على الأسواق الأوروبية المفتوحة في نشاط الترويج والاستيراد والتصدير ، والتكاليف الباهظة للمنتجات لن يقوى .