04 نوفمبر 2025

تسجيل

اللغة العالمية

24 يونيو 2015

إن أهل الإسلام الأولين عرفوا عالمية رسالتهم وبدأوا يتجاوبون مع مطالب هذه العالمية، ولما قامت للإسلام دولة في المدينة المنورة وتنفس الناس نسائم الحرية بدأ النبي المرسل صلى الله عليه وسلم يرسل كتبه إلى كل حاكم ذي شأن حوله وإلى كل بلد يمكن أن يكون فيها من يفقه الدعوة وتلبية الرسالة وبعد لحوق النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الأصحاب يمدون هذه الرسالة ويوسعون دائرتها وأتقنوا مع ذلك اللغة العالمية لتحقيق كل رسالة حق واللغة العالمية التي يعرفها أهل الأرض جميعاً على اختلاف الألسنة والألوان والمراكز الاجتماعية هي لغة: الخلق الفاضل والمسلك العادل والشرف العالي، مع تجرد لله وإخلاص في العمل، كانت مسالكهم مع الآخرين سبباً في دخول جماهير هائلة في الإسلام حتى صارت متعصبة له حانية عليه مدافعة عنه، لأن الإسلام لم يشرع- كما شرعت الكنيسة- قوانين لاستئصال الوثنية أو المخالفين له بالسيف كما صنعت الكنيسة بتنصير اليهود بالعنف وإبادة الخصوم في الرأي- ولو كانوا مسيحيين.بل أقر الإسلام حرية العقل والضمير، إن الأجناس التي دخلت في الإسلام لم تلق في وجهها أحداً يزعم أنه أولْى منهم بالله أو أحق برسوله بل (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" حتى خاطب المولى عز وجل محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه محدداً لهم مسلكهم من المشركين المقاتلين لهم فقال: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين، ونفصل الآيات لقوم يعلمون).الإسلام دين متحرك سيال لا يعرف الجمهود في زمان ولا مكان، وهذا التمدد في طبيعته يتم وفق عناصر الشمول والمياسرة التي بناها ويقوم عليها وتبليغها رجل: جيد العقل يلتمس الحق من مصادره وحدها الكتاب المنزل، وما حدّث به النبي المرسل فإذا عرفه التزمه واحترمه واستقام على طريقه حتى يتوفاه الله فلا يقفوا ما ليس له به علم ولا مكان للتخامين والأوهام في فؤاده.أننا نؤكد أن الإسلام كبير ونحن لا نخون ديننا لأن الدين عند الله الإسلام، وإذا كان أصحاب الجرأة على دين الله قد سنحت لهم فرص يكذبون بها وفيها على الإسلام فإن على المدافعين عن هذا الدين أن لا يتركوا لهم الفرصة لنجاح المؤامرة الأخيرة على الإسلام، إن هناك بعض الرجال وبعض النساء مهمتهم أن يظهروا أنفسهم مسلمين لكنه إسلام بلا نصوص إسلام شهوات وأهواء تمشي مع الأمة ومن ورائها فلا يمكن أن يترك الجو خالياً لهؤلاء أبداً.أياً كان الأمر فقد بسط الإسلام جناحه على العالم قديماً وترك الحرية لأتباع الديانات الأخرى أن يصروا على موروثاتهم أو يهجروها إلى الشريعة الجديدة (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر....).فبقيت فئات من الناس داخل الرقعة التي ملكها الإسلام، متمسكة بأديانها ولا حرج في ذلك فهذا هو مبدأ من مبادئ الإسلام- حرية التدين .نعم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فنحن وحدنا أتباع موسى وأتباع عيسى وأتباع النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم – الذي أنصفهم وشرفهم وأبان للعالم مكانتهم وسيظل المسلمون إلى قيام الساعة فوق الذين كفروا- في ميزان الله وسيظل القرآن الكريم الكتاب السماوي الوحيد الخالد المحفوظ، وهو وحده مصدر الحقائق الدينية التي يحاسب الناس على التمسك بها أو التفريط فيها كما أخبر بذلك المولى عز وجل فقال (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه....).فالله مظهِرٌ دين الإسلام على كل الأديان بعز عزيز أو ذل ذليل إلا أن الأمر خاضع لقوانين محكمة يجب أن يحترمها المسلمون قبل غيرهم فالحق لا ينتصر إلا باتباع أيقاظ ساهرين مضحين، ولا ينتصر إلا بعد عراك مرير مع مبادئ وملل أخرى انخدع بها أصحابها واستماتوا هم أيضاً في نصرتها. أما نحن فسنبقى على ديننا وسنحيي تراثنا وسنجمع الأمة في موكب الحق فلا يكبَّر إلا الله ولا يحترم إلا دينه(وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) (إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً).وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين