13 سبتمبر 2025

تسجيل

أختٌ شَقيقَةٌ أمْ صُداعٌ نِصْفِيّ؟

24 يونيو 2013

عنوان في الصميم، ذلك الذي أطلقته قناة الجزيرة في برنامج "تحت المجهر" فبراير الماضى على العلاقة بين الاختين "سوريا ولبنان" متسائلا هل هما حقا "اختٌ شقيقةٌ؟ امْ شقيقةٌ؟ " ويُعنى بها الحقيقة العرفية العامة للشقيقة من مجرد اطلاق اسمها، هذا ولم تتطور الأحداث بل الحوادث الموجعة، كما نشهدها الآن. ولأن الصداع النصفي ليس صداعا عاديا بل مضاعفا بما يتزامنه من اعراض اخرى لا داعي لشرحها لوضوحها، ولكن العرض الأخطر منها أنها تهاجم المفاصل الرئيسة في الجزء الموجوع منه، هذا والشق السياسي للشقيقة المتشنّجة بات يؤلم كل مفاصل الجسد العربي. أخت شقيقة، في مفارقة غريبة تنم عن مدى العلاقة الأخوية، أعلن مسؤول في الاتحاد السوري لكرة القدم يوم 7 يونيو 2013 أن بلاده حصلت على موافقة من الجار لبنان لاستضافة مبارياته في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015 شريطة إقامة المباريات بدون جمهور. تلك المباراة التي كان مطروحا خوضها في بلد "ولاية الفقيه" إيران قبل الموافقة اللبنانية. الرياضة جزء لا يتجزأ من السياسة وإيران لاعب أساسي للنظام السوري وللعجب في المنطقتين الرياضية وغير الرياضية أعني تلك "السياسة الملتهبة". جددت "الأخت الشقيقة" لبنان وطالما تؤكد موقفها القائم على النأي بالنفس عن الأزمة السورية لأن جرح الماضي كبير والواقع أصعب ولتجنب ما قد يجر اليه من ضعضعة لأمن لبنان التي عاشت الأمرّين من لعنة الانقسام المذهبي والطائفي والديني ولكن تأبى الجارة الأخرى إلا ان تكون صداعا مزمنا بمحفزات مولدة من ذات الجسد الشقيق.. صداع نصفي، بدأ به النظام السوري بضرب مواقع لبنانية على الحدود الشرقية ثم استهدفت صواريخه بلدات مثل عرسال وتتواتر الأنباء عن صواريخ اخرى وما أسلمته الى تشابكات دون طائل فحزب اللات أبى إلا ان يجلب المعركة الى الساحة اللبنانية ليخرق بذلك أمن لبنان بل يحرقه فوق انتهاك حق الشعب السوري حيث جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال بدعوى جدار الممانعة التي انكشف ولاؤها للفقيه الإيراني فقط ولم يكن سوى جيوب لمخططات ايران في المنطقة العربية والعزف الزائف على بوابة القدس وأمن فلسطين العربية الأصيلة رغم ان الواضح هو أن اسرائيل هي المستفيد الاكبر من تدخل حزب الله بل ان تدخل الحزب في القصير برهن انه لا يشكل ادنى خطورة على أمن الكيان الاسرائيلي بل هو سرطان ينخر امن العالم العربي والأمة الاسلامية قاطبة. المؤلم ان تصبح الشقيقة من مجرد أخت إلى صداع مزمن والأصعب في هذا النوع أن أهم علاج للنصفي في الواقع هو التعايش، هذا مع استخدام المهدئات والترويض خصوصا انه من المستحيل على لبنان ان تستخدم علاجا ناجعا ومفيدا معروفا للصداع النصفي وهو "الإبر الصينية" أو "التقنيات الروسية" لعلاج ضبابية العين والرؤية المشهورة في طبها، وهذان العلاجان في مفارقة يأتيان من أكبر داعمين وعميلين للنظام السوري، تلكما اللتين أصبحتا بتواطؤ الأسد العلوي مع شيعة ايران وحق الفيتو الدولي مكمن الداء وليس بغية الدواء. يعرفُ العرب أنجع علاج بـ "آخر الدواء الكي" وهو هنا امر حاسم علّه يكوي النظام الجائر لتعود أختاً