25 سبتمبر 2025

تسجيل

إذاعة قطر والذكريات

24 يونيو 2012

إذاعة قطر من الدوحة، صوت انطلق في الخامس والعشرين من يونيو عام 1968، هذا الصوت الذي كان أهل قطر في الستينيات ينتظرونه بعد أن كانوا من مستمعي إذاعة العراق، وإذاعة صوت العرب من القاهرة، وإذاعة السعودية، وصوت هنا لندن. حيث يصدع الراديو الخشبي بصوت المطرب العراقي ناظم الغزالي، وتشنف الآذان بخطب الراحل القائد جمال عبدالناصر، ويلتف حول الراديو جميع من في البيت ومازالت الصورة لجدي – رحمه الله – وهو جالس في الحوش يستمع بإنصات إلى هذه الخطب ويجبر من حوله على ذلك، رغم البرد الذي يكاد يجعلنا نتجمد، ولا ينام أحد إلا بعد انتهاء الخطبة التي من خلالها نعرف الكثير عما يجري في مصر والعالم. وما أجملها من لحظات رائعة ونحن نستمع إلى آيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ محمود الحصري والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد رفعت والشيخ المنشاوي وغيرهم، إضافة إلى صوت الأذان والصلاة من إذاعة السعودية. إنها أيام لا يمكن أن تمحوها الذاكرة رغم صغر السن آنذاك، ويا لها من فرحة عندما أعلن عن افتتاح مباني إذاعة قطر، فاصطحبنا العم إلى هناك، حيث الاحتفالات التي أقيمت بهذه المناسبة، حيث سيفتتح حاكم قطر الإذاعة، والتي سيصل من خلالها صوت قطر إلى العالم، وسيعرف أخبارها وإنجازاتها وسنسمع فيها أغانينا. لقد كانت لي مع إذاعة قطر صداقة بدأت منذ حصولي على جائزة من المدرسة في نهاية المرحلة الابتدائية التي كانت عبارة عن راديو صغير ماركة سانيو لونه أزرق، هذا الراديو كان مرافقاً لي في كل خطواتي في البيت، استمع للبرامج وأنصت للمقرئين، واستمتع بالتمثيليات والأغاني، ولكن كانت أجمل لحظة لي مع هذا الراديو وأنا استمع إلى نقل مباشر لوصول أول إنسان إلى سطح القمر، وسهرت طوال الليل لأستمع لهذا الإنجاز الكبير الذي حققه الإنسان بفضل من الله عز وجل. إذاعة قطر كانت زاخرة بالبرامج التي كان مستمعوها ليس من قطر فقط، بل من كل الخليج والوطن العربي، مثل المجلة الناطقة وسباق الأغاني وما يطلبه المستمعون وفوازير رمضان، وبرنامج نور على نور. وظلت إذاعة قطر في أوج نجاحها تتواصل مع برامجها التي تجذب المستمعين، وتزخر بالكفاءات الوطنية والعربية التي أثرت تلك البرامج، وكان لإذاعة قطر السبق في اللقاء مع أول عربي إلى الفضاء الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، وفي إجراء أول لقاء لهيكل بعد خروجه من السجن والكثير من مجريات الأمور التي جعلت من إذاعة قطر واحدة من الإذاعات الجيدة. نأمل أن تظل إذاعة قطر كما عهدناها من قبل، وأن تواصل نجاحها، بدعمها للكفاءات الوطنية وخلق إبداعات في البرامج وتطوير قدرتها الإخبارية والبرامجية بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الإعلام. وستظل إذاعة قطر، إذاعتي المفضلة، خاصة أن فيها شريانين من القلب يجريان في أروقتها.