12 سبتمبر 2025
تسجيل(عيد الوحدة اليمنية) هكذا عاش اليمنيون لا (الانفصاليون) هذه الذكرى والذي تمازج ما كان يسمى باليمن الشمالي بنظيره الجنوبي فبات وطنا واحدا الكل فيه يمني فقط دون أن يعقبه يمن شمالي وآخر جنوبي في نهار يوم 22 مايو من عام 1990 وشارك أفراحهم من يخلص لهم تلك الفرحة والأمنيات بأن ينعم على هذا البلد العربي الجميل استقراره وأمنه وأن يفك عنه حصاره وتنقشع غيوم الحرب عن سمائه وأن يهنأ اليمنيون بما باتوا في أشد الحاجة له وهو الحياة بكرامة وأمان ولقمة كافية واستقرار تام وكلها أمنيات صادقة نتمناها جميعا لهذا البلد العربي الذي يحتضن أصول العرب وتاريخهم وهو الأمر الذي تناساه الكثيرون فماطلوا في إظهار الاحترام المطلوب له واستهانوا به وجعلوه بلدا لعالم ثالث من بعد العالم الثالث الذي ينطوون هم أيضا تحته مهما زادت ثرواتهم وعلت قيمة أسهمهم لكن يظل العرب من عالم ثالث يراه الغرب بتعالٍ وكبر ويستصغرون كل هذا لمجرد أن منطقتنا منطقة حروب ونزاعات ومصالح تسمو على مصالح الشعوب ولذا يعتقد كثيرون بأن اليمن وإن كان بلدا تاريخيا وبوابة هامة للجزيرة العربية فإن معايشته لصراعات داخلية وانشغاله بقوت يوم أفراده هو ما يجب أن يظل عليه في حين يعطون الحق لأنفسهم بأن يطوروا من أنفسهم ودولهم وحياتهم بينما تصنيف بعض الدول العربية في روزنامتهم لا يجب أن تخرج عن هذا الإطار الضيق الذي صنعه عرب أغنياء بحق دول عربية أخرى لم تلق الطريقة المثلى لتكتشف ثرواتها وتنعم بما ينعم به الآخرون للأسف. هل يعيش اليمن فعلا وحدة وطنية يمكن فعلا أن يتغنوا بذكراها إعلاميا أم أن الأرض لا تقول ذلك؟! أمامنا كشعوب عربية فإن الأرض والواضح لنا يقول إن اليمن منهكة وأضعف مما تكون لتدافع عن وحدتها واعذروني على هذه الصراحة لأنني في الأول والأخير أنظر وأقرأ وأبحث عما يؤكد لي في كل مرة هذا الأمر رغم دعواتي بأن يظهر لي ما يفنده ويُبهت وجوده على الأرض فالشمال وتحديدا صنعاء العاصمة الرئيسية لليمن السعيد بيد الحوثيين فكرا وحكما وسيطرة وأتباعا وقوة وربما جيشا أيضا والجميع يعي ماذا فعله الحوثيون باليمن في الداخل وما بات أهل السنة عليه هناك وهو أمر للأسف يستصغره كثيرون جدا لأن الجيل الذي ينشأ على ما كانت عليه (الحكمة اليمانية) غير الذي الذي ينشأ اليوم بمفاهيم وعقيدة ليست صحيحة وبمذهب لا يمثل المذهب الذي أسسه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وما علمهم إياه رسوله الصحابي المبتعث معاذ بن جبل أمير اليمن وواليها في عهد النبوة ولذا لا تظنوا أن استهداف العقيدة والسنة أمر يمكن أن يُعمر بلادا بحجم اليمن فالتعمير السياسي يمكن أن يتحقق بالاتفاق أما التعمير الديني والعقائدي فإن هُزت أركانه وهُدمت زواياه فلا جدوى من أي وفاق سياسي يوقع من أطراف يرون في إعادة حكم توافقي أمرا مهما لهم وليس للبلاد حقيقة لأنه إذا أردنا أن نرى الأمر بعدسة أكبر فإن الجنوب يعيش في عالم وحده ولم يعد ينقصه سوى أن يستقل بحدوده وعملته أما حياته هناك فقد اختلقوا لهم انفصالا لوحدهم بمساعدة من أرادوا لليمن هذه الفُرقة وذاك التفكك والهوان، فأي عيد أتيت به يا عيد ونحن الذين بتنا خبراء سياسيين في شؤون قضايانا المعلقة التي مهما بدت متجملة ومتزينة فإن عين الحقيقة بها لا تخطئ ولا تحيد عن مفهوم واحد يقول إن اليمن بلد كبير وتاريخي وجميل وعظيم لكن هوانه بدأ منذ أن سلم الشعب زمامه لمن لا يليق به ثم صافح من أراد به وبأرضه سوءا أولا قبل أن يتخلى العرب عنه اليوم؟!